أعيد انتخاب سيرجيو ماتاريلا، اليوم السبت، رئيسا للجمهورية الإيطالية، في ختام الجولة الثامنة التي تمكن خلالها من تجاوز الأغلبية المطلقة البالغة 505 صوتا. وبعد وضعية الجمود التي تواصلت منذ يوم الاثنين، اتفقت أحزاب الائتلاف الحاكم في إيطاليا على إعادة انتخاب الرئيس المنتهية ولايته سيرجيو ماتاريلا، الذي تنتهي عهدته في 3 فبراير المقبل، وذلك خوفا على الاستقرار السياسي للبلاد في حال عدم التمكن من اختيار خليفة له. وبالرغم من أن جميع الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان، باستثناء حزب "فراتيللي ديتاليا" اليميني المتطرف، تشكل جزءا من التحالف الداعم لحكومة رئيس الوزراء ماريو دراغي، فإن اليمين واليسار وحركة 5 نجوم لم تنجح مبدئيا في تحقيق التوافق حول ماتاريلا. وقال الزعيم السيادي لحزب "الرابطة"، ماتيو سالفيني "نعيد تأكيد انتخاب الرئيس ماتاريلا للكويرينالي ودراغي في الحكومة"، وذلك في أعقاب اجتماع لزعماء الأحزاب السياسية قبل هذه الجولة الأخيرة. من جهته، أكد رئيس الوزراء ماريو دراغي أن رئيس الجمهورية سيرجيو ماتاريلا يجب أن يبقى في الكويرينالي "لما فيه خير واستقرار البلاد". وكان سيلفيو بيرلوسكوني، الذي لا زال يخضع للعلاج، قد أكد بعد تراجعه عن الترشح للرئاسة عشية إجراء الجولة الأولى قد قال في مذكرة موجهة إلى البرلمان أن "الوقت هو وقت الوحدة. الرئيس سيرجيو ماتاريلا هو الضامن لذلك". وقال الرئيس ماتاريلا، البالغ من العمر 80 عاما، في عدة مناسبات، إنه لا ينوي الاستمرار في منصبه، لكنه أخبر رؤساء الكتل البرلمانية التي أتت لمقابلته إنه سيكون "مستعدا" لذلك في حال ما إذا تم انتخابه. وحتى إن كانت مهامه من الناحية النظرية تكتسي طابعا فخريا أساسا، إلا أن الرئيس يتحمل مسؤولية ضمان الوحدة الوطنية، لاسيما خلال الأزمات الحكومية، ما يجعل انتخابه لحظة قوية في الحياة السياسية الإيطالية.