- هل المستديرة اليوم بالفعل ؛ بعيدة عن السياسة أم قريبة منها..!؟؟ ** من يقول لنا اليوم ،أومن يقنعنا أشد الإقناع، بأن المستديرة في عصرنا الحديث بعيدة عن السياسة والتسييس بصفة عامة..؟ فهو؛ إن ينفي القول، يكون كمن يغطي الشمس بالغربال.والمثال المغربي القديم يحاكي مثل هكذا مواقف،مثلها أي المستديرة كمثل الأقدام التي تحمل الوحل ولو في عز الرمضاء(الكرة هازا الغيس،هازاه ولو كانت في عز السمايم..) أي لارتباطها بالسياسة بطرق من الطرق،فكما لها علاقة بالاجتماعي والنفسي والاقتصادي والثقافي، فلا يمكن أن تكون بعيدة كل البعد أيضا عن ما هو سياسي هو الآخر.
ونتساءل ها هنا؛من أجل إجلاء كبد الحقيقة في هذا الموضوع،والذي يعتبر بحق حديث الساعة في الشارع المغربي والجزائري بالخصوص والعربي عموما ، وذلك في اللقاء الحارق الذي سيجمع بين النخبتين في ربع مونديال العرب بالدوحة، في عز قطع العلاقات الدبلوماسية وقطع أنبوب الغاز المغرب العربي نحو أوروبا، ومنع الأجواء الجزائرية على الطائرات المدنية والعسكرية المغربية، وتراجيديا البلاغات العسكرية الوهمية، والخرجات المتواصلة للرئيس تبون الهزلية والبهلوانية ،ورفع كابرانات الجارة الشرقية شعار العدو الوحيد الكلاسيكي والتقليدي في جهة الغرب ..!
- ومتى كانت كرة القدم الشعبية، معشوقة الجماهير بعيدة كل البعد عن كواليس السياسة والسياسيين..!؟ وذلك لما صارت إلى ما صارت إليه من توظيف سياسي، من خلال اسهامها في إلهاء الرأي العام إن لم نقل أكثر، وهي التي أمست تساهم في الاستقرار الداخلي للدول في وقت من الأوقات، التي تعرف مشاكل اجتماعية وصراعات وقلاقل، ولاننسى أن نذكر هاهنا باللقاء بين منتخبي مصر والجزائر بأم درمان بالسودان، وما خلفه من تصريحات عدائية بين الطرفين، في وقت ظلت الكرة عينها حينذاك تخدم الأوضاع الداخلية للقطرين العربيين معا.
وهناك بعض الحكومات التي تستغل هتافات الجماهير في الملاعب بمنافسات كروية عالمية أو قارية من أجل نصرة نخبها الوطنية، وفي الغد يفاجأ مشجع ومشجعة ليلة البارحة بكم من الزيادات في بعض المواد الأساسية، أومرور اجتماع حكومي أو لقاء برلماني،من أجل تمرير هكذا مشاريع قوانين قد تكون في مجملها اللاشعبية ،كما سبق و أن وقع عندنا حينما تصدى رواد العالم الأزرق لمشروع قانون في عهد حكومة العدالة والتنمية بتمرير ما أمسى يعرف حينذاك بقانون"تكميم الأفواه" أو" الكمامة " لاشتغال الشعب حينذاك ليس بكرة القدم هذه المرة، ولكن في عز اشتغاله بجائحة كوفيد 19، وكان الهدف من مشروع قانون لوزير العدل الاتحادي بن عبد القادر حينذاك من أجل الحد من حرية التعبير والنشر والتدوين والضغط الجماهيري عبر مواقع التواصل الاجتماعي على عمل الحكومة من خلال فتح النقاشات العمومية الواسعة و المستفيضة وطرح القضايا المجتمعية الحارقة، وإبداء الرأي الحر عبر هكذا تعليقات لوجهات النظر البديلة أو المعارضة ، وكلها تصب بالطبع في مراقبة ذكية ورقمية لهكذا قرارات للحكومة عبر البرلمان الافتراضي الفيس بوك.
-كما أن كرة القدم أمست تلعب عدة أدوار أخرى مهمة من خلال الزيادة في منسوب روح المواطنة، وتوحيد الكلمة والاجماع للأمم والشعوب،وحب رموز الألوان للأقمصة للمنتخبات الوطنية،ورفع شعارات موحدة للحب و الارتباط والانتماء القومي، وبذلك تتوحد كل الأصوات والهتافات الجماهيرية في الملاعب وأمام شاشات التلفزة لنصرة النخبة الوطنية المعلومة..!!
-ولعل مناسبة هذا الكلام المباح ، ها هنا يكون بعد تدوينة بالمحيط الأزرق بخصوص موقعة المقابلة لنهار غد السبت بين المغرب والجزائر خلال فعاليات ربع النهائي لمونديال العرب بقطر،وما ستلقاه من اهتمام واسع، في ظل الأوضاع للعلاقات المتوترة بين البلدين، وقد خرج علينا بالأمس ممن يفهمون في الروح الرياضية و خاوة خاوة، والأشقاء وهلم جرا.. أو ما ذهبت إليه كمذيعة الأخبار والإعلامية الجزائرية "خديجة بن قنة "، وهي تعطينا هكذا دروس في القيم والأخلاق بلغة من قاموس الإنسانية والرياضة ، وهي تَدعونا سواء كمغاربة أو كجزائريين، ويبقى المقصود بالخطاب مبهم بين قوسين، إلى التحلي بالروح الرياضية خلال موقعة النخبتين..لكننا نرى في نفس السياق، ونسمع من المباشر بالأمس لصاحبه عبد اللطيف عبر دار الخبر باليوتوب ، يقول فيه بأن الرئيس شنقريحة يبلغ البعثة الجزائرية عبر مبعوث عسكري خاص بالدوحة بأنكم في مهمة وطنية . ولا نريد أن نسمع أي خبر غير الانتصار أمام المغرب ،وبالأمس يتم منع منتخب كرة اليد بالمشاركة في المنافسة القارية بدعوى إقامتها بالعيون في الصحراء المغربية. - فهل يا ترى مثل هكذا قرارات لا علاقة لها بالسياسة للدولة..!؟ - يا من يذكرنا بأن المقابلة لاتعدو أن تخرج عن نطاق أي مقابلة في كرة القدم بين الأشقاء ،ومن الواجب أن تسود الروح الرياضية والحب وضد الكراهية والفتن وهلم جرا ..!!
الجواب هو بالفعل، لو كانت هناك بالفعل علاقة وحسن جوار بين الأشقاء والأخوة في الواقع..فكل شئ مقطوع الماء والكهرباء والرحم ولم يبق إلا الهواء ..إنها خرجات عبر هكذا تدوينات وتعليقات يهدف أصحابها مناصفة تلميع صورة ما لكاتبها. وعلى أساس أنه من فصيلة إنسانية سامية تترفع عن هكذا أشياء تعشقها البشر، ومنها نصرة المنتخب الوطني في منافسات ما، وبأنه لا يهمها إن انتصر فريقها أم انهزم ، إنها بالفعل الطوباوية المتجذرة في النفوس العاشقة للعب على أكثر من حبل..!!