عثر العلماء بإحدى المناطق النائية بجمهورية تشيلي على بقايا هيكل عظمي لديناصور مدرع عاش قبل أكثر من 70 مليون سنة، وبالتحديد خلال أواخر العصر الطباشيري. ولدهشة الفريق البحثي، وجدوا أنه كان يمتلك ميزة غريبة نوعًا ما: كان لديه قطع حادة تشبه السكين على ذيله. وعلى مر التاريخ، ألهبت الديناصورات المدرعة حماسة الكتاب والروائيين حتى بات الكثيرون يعتقدون أنها حيوانات خيالية، إلا أن الديناصورات المدرعة هي مجموعة شهيرة للغاية من الديناصورات ذات الخصائص الفريدة، بدءًا من كنتروساوروس Kentrosaurus ذي الحراشيف الحادة للغاية إلى هسبيروساوروس Hesperosaurus ذي الحراشيف الظهرية المتعرجة. درس علماء الحفريات بالفعل قائمة طويلة من الحيوانات التي تحمي أجسادَها أنواع مختلفة من الدروع، لكن هذا العضو الجديد في فرقة "الكائنات المدرعة" الشبيهة بالمحاربين القدماء أثار اهتمام الباحثين بسبب أسلحته المتخصصة التي كان من الممكن أن تشق الأعداء إلى نصفين، بحسب ما نشر موقع سي نت الأمريكي. وكشف الفريق المسؤول عن الاكتشاف في تقرير نشر في دورية "نيتشر" إن الحيوان العاشب القديم "طور سلاحًا كبيرًا على ذيله لا يوجد له مثيل في أي ديناصور". وتحور ظهر الديناصور ذي الشكل الغريب ليحمل سبعة أزواج ضخمة من الرواسب العظمية مدمجة معًا، لتحاكي عمل الشفرات الحادة. بدوره قال سيرجيو سوتو أكونيا، المؤلف الرئيسي للدراسة وطالب الدكتوراه في جامعة تشيلي: "لقد كان حيوانًا برأس كبير نسبيًا وخطم ضيق بمنقار". "ومع ذلك ، فإن الميزة الأكثر بروزًا هي السلاح الذيلي: النصف الخلفي من الذيل محاط بهيكل مكون من صفائح عظمية مدمجة تعطي الذيل مظهرًا غريبًا للغاية." أطلق الفريق على هذا النوع من الديناصورات الذي يبلغ طوله مترين (حوالي 6 أقدام و 6 بوصات) اسم Stegouros elengassen نظرًا لأن باقي جسمه يشبه جنس ستيغوساوروس Stegosaurus - المعروف أيضًا باسم سبايك Spike على اسم الديناصور الصغير في فيلم الأطفال "أرض ما قبل الزمن The Land Before Time". في وقت لاحق ، كشف تحليل شامل للحمض النووي وفحص الجمجمة أن الحيوان أكثر ارتباطًا بمجموعة ديناصورات تسمى انكايلوساوروس Ankylosaurs، لكن الفريق قرر الاحتفاظ بالاسم الأول. وقال الباحث أكونيا: "أعتقد أن هذا الاكتشاف يغير جذريًا ما كنا نعتقده حول تطور الديناصورات المدرعة في نصف الكرة الجنوبي، إذ تُظهر نتائجنا أن ديناصورات انكايلوساوروس Ankylosaurs كانت فرعًا قديمًا للغاية من عائلة بدائية تطورت بمعزل عن الديناصورات المدرعة الأخرى." وأضاف أكونيا أن إحدى أكثر النتائج إثارة للدهشة حول هذا الاكتشاف كانت الكشف عن سلالة جديدة تمامًا من الديناصورات المدرعة في نصف الكرة الجنوبي طورت أسلحتها الخلفية بشكل مستقل عن الديناصورات الأخرى مثل الاستيغوصورات ، والديناصورات المدرعة بكثافة أو يوانكيلوساوروس Euankylosaurs. ويعتقد علماء الحفريات أن هذا الديناصور استخدم تلك الحراشيف الحادة على ذيله للدفاع عن نفسه ضد الحيوانات المفترسة. ويقول أكونيا: "هذا يوضح لنا أن السجل الأحفوري لقارات غوندوان لا يزال بإمكانه أن يحمل مفاجآت غير متوقعة بالنسبة لنا". الجدير بالذكر أن قارات غوندوان هو الاسم الذي يطلق على شبه القارة القديمة التي تضم حاليًا أمريكا الجنوبية وإفريقيا وشبه الجزيرة العربية ومدغشقر والهند وأستراليا وأنتاركتيكا قبل أن تبتعد الصفائح الأرضة المكونة لها عن بعضها لتظهر بشكلها الحالي.