قال علماء بريطانيون إن نوعاً جديداً من أكثر الديناصورات شهرة هو الأقدم من نوعه في العالم جرى اكتشافه في جبال في المغرب. وحسب ما نقله موقع متحف التاريخ الطبيعي في لندن، فإن هذا الديناصور يعود عمره إلى 168 مليون سنة، أي أنه عاش في العصر الجوراسي الأوسط. ويحمل هذا النوع من الديناصور اسم "Adratiklit boulahfa" جرى اكتشاف بقاياه في جبال الأطلس المتوسط نواحي مدينة فاس، وهو الأول من نوع ستيجوسورس يجرى اكتشافه في شمال إفريقيا. واشتغل العلماء على ما وجدوه من بقايا هذا الحيوان من الفقرات وعظم الذراع العلوي، وتوجد هذه البقايا في المتحف الذي يوجد في العاصمة البريطانية لندن. ووفق ما ذكره المتحف الأكثر زيارة في أوروبا، فإن الدراسة، التي أدت إلى هذا الاكتشاف، أشرفت عليها الدكتورة سوزانا ميدمنت، وهي خبيرة في المتحف، بالتعاون مع علماء باحثين من المغرب. وقالت سوزي إن "اكتشاف Adratiklit boulahfa مثير بشكل خاص، حيث قمنا بتأريخه في العصر الجوراسي الأوسط، وهو ما سيساهم على فهم تطور هذه المجموعة من الديناصورات". واسم هذا الديناصور أمازيغي، مكون من كلمة "أدرار"، ويعني الجبل و"تيقليت" أي السحلية، أما "بولحفا" فتشير إلى مكان العثور على بقاياه. ويعتقد علماء المتحف البريطاني أن هذا الديناصور كان عاشباً ومدرعاً، وينتمي إلى مجموعة من الحيوانات التي تضم ankylosaurus (العظاءة الملتحمة) وstegosaurus (ستيجوصورس)، وكان يعيش في جندوانا، وهي قارة كبيرة كانت توجد في الحقبة الجيولوجية الوسطى. وحين كانت هذه الديناصورات على قيد الحياة، كانت الكرة الأرضية مقسمة إلى قارتين كبيرتين، لوراسيا وجنداونا: الأولى كانت تضم معظم قارات نصف الكرة الأرضية الشمالية، أما الثانية فكانت تضم كل من إفريقيا وأمريكا الجنوبية وأستراليا وأنتاركتيا حالياً. الباحثة سوزي أشارت، في تصريحات نقلها موقع المتحف، إلى أن ديناصورات ستيجوسورس المعروفة حالياً والموجودة في المتحف وُجدت في التكوينات الصخرية لقارة لوراسيا، ومع ذلك فهذا لا يعني أنها كانت غير موجودة في جندوانا، فقد يكون ذلك بسبب خضوع تكويناتها الصخرية لعمليات تنقيب ودراسات مفصلة أقل. ويؤكد اكتشاف ديناصور بولحفة المغربي النظرية القائلة بأن "أرشيف حفريات الديناصورات المدرعة في قارة جندوانا مشوهة بسبب العوامل الجيولوجية وجهود التجميع، ويعني ذلك أيضاً أنه قد يكون هناك الكثير من هذه الديناصورات في أماكن لم يتم البحث فيها إلى حد الساعة". ويعتقد العلماء البريطانيون الساهرون على هذا الاكتشاف أن العينة المكتشفة لهذا الديناصور بالمغرب لها ارتباط وثيق بما تم اكتشافه في أوروبا مثل ديناصورات Dacentrurus وMiragaia مقارنة بالأنواع الأخرى المعروفة في جنوب إفريقيا". حول هذا الأمر، يشير توم رافن، طالب دكتوراه في المتحف ساعد في تأسيس العلاقات التطورية للعينة، إلى أن "هذا النوع من الدراسة يسمح لعلماء الحفريات بفهم العلاقة بين هذا الديناصور الجديد والآخرين المعروفين". وأضاف الطالب الباحث قائلاً: "على الرغم من كونه من القارة الإفريقية، فإن تحليلنا للتطور الوراثي يكشف أن Adratiklit أقرب بشكل مفاجئ إلى ستيغوصور أوروبي". ويأمل الفريق، الذي أشرف على هذه الدراسة، القيام بمزيد من الاكتشافات المتعلقة بأجناس جديدة. ومن المرتقب أن يعود هؤلاء العلماء إلى المغرب، قريباً، بحثاً عن مزيد من الرفات والحفريات.