في موقف إنساني صرف، يؤكد أن "الخير مازال في هذا البلاد"، أقدم شاب يدعى "نوح"، يقطن في مدينة كلميم، قبل أسابيع على إطلاق مبادرة خيرية، تروم جمع مبلغ مالي كبير، يغطي نفقات عملية جراحية، يحتاج صديقه لإجرائها. ولتأمين مبلغ العملية (37 مليون سنتيم) وما يرافقها من مصاريف أخرى، متفرقة، بين الدواء والتطبيب وما إلى ذلك، عمد "نوح" بمعية عدد من أصدقائه إلى بيع "الفشار" في شوارع كلميم، وهي العملية التي استمرت أسابيع متواصلة، تكللت بجمع المبلغ المطلوب، بمساعدة بعض المحسنين الذين انخرطوا بكل حب في هذه المبادرة الإنسانية، قبل أن يتوجه "نوح" إلى المصحة، أين ستجرى لصديقه العملية الجراحية، حيث سدد المبلغ كما توثق الصورة. هذه المبادرة الرائعة، بقدر ما حازت حب وتعاطف كل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بقدر ما تركت في قلوبهم غصة كبيرة، حيث تسائلوا عن دور الدولة في توفير الرعاية الصحية اللازمة للمواطنين الذين لا حول لهم ولا قوة، مؤكدين أنه كان يفترض أن يخضع صديق "نوح" لهذه العملية الجراحية، دونما حاجة إلى اللجوء إلى مثل هذه المبادرات الخيرية، تماما كما هو معمول به في كل الدول التي تقدر مواطنيها.