من نظارات الواقع الافتراضي أو المعزز إلى البرامج، مرورا بمجموعة من المنتجات الرقمية ، تسعى ميتا و مايكروسوفت، وغيرها من عمالقة التكنولوجيا إلى التموقع في "ميتافيرس"، مما سيمكنهم من جني مبالغ ضخمة من المال في العالم الحقيقي. ويمثل ميتافيرس المشكل من كلمتين "ميتا" و "فيرس" ، للفاعلين في قطاع التكنولوجيا تغييرا جيليا في الطريقة التي تجرى بها التفاعلات والتجارة الرقمية. أنصار هذا العالم الرقمي الموازي الجديد مقتنعون بأنه سيكون له تأثير عميق على الحياة اليومية، في ما يشبه تقريبا ظهور الإنترنت في التسعينيات. وفي الواقع، بدأت الشركات الكبيرة والصغيرة بالفعل في وضع مخططات للانتقال مستقبلا إلى ميتافيرس، الذي يظل في الوقت الحالي طموحا أكثر منه حقيقة. في الأسبوع الماضي أعلنت مايكروسوفت أنها تخطط لطرح أدوات برمجية حول ميتافرس خلال الأشهر المقبلة. من جهتها أشارت ميتا إلى أنه من خلال العمل على ميتافرس تبحث الشركة عن وسائل لمساعدة المبدعين على ربح المال، مع إمكانية الاستفادة من صندوق بقيمة مليار دولار أحدثه مسبقا عملاق وسائل التواصل الاجتماعي. ورغم أنه من الصعب في هذه المرحلة المبكرة تقدير حجم الاقتصاد المحتمل لميتافيرس، فإن بعض المحللين يعتبرون أن حوالي 80 مليار دولار التي يتم انفاقها سنويا على السلع الافتراضية في ألعاب الفيديو، تعد مؤشرا على حجم التجارة التي يمكن تحصيلها في هذا العالم الرقمي الموازي. وفي الواقع، تبيع شركة ميتا ، التي أعلنت أنها تطور أجهزة الواقع المعزز، سماعات الواقع الافتراضي أوكيليس مقابل 299 دولار. من جهتها ، تبيع شركة سناب اينك زوجا من نظارات الواقع المعزز مقابل 380 دولارا ، بينما تقوم مايكروسوفت بتسويق سماعاتها هولولانس الموجهة للمحترفين ، والتي يصل سعر أرخصها إلى 2975 دولار. ويمثل الجيش الأمريكي أحد زبنائها. وعلاوة على ذلك، فإن شركات ألعاب الفيديو روبلوكس كور و ابيك كيمز ، التي تنتج "فورتنايت" ، نظمت حفلات موسيقية افتراضية وتجارب أخرى على منصاتها ، حيث يمكن للمشاركين شراء أدوات افتراضية، مما يعطي فكرة عن ما يمكن تحقيقه في اطار ميتافيرس. وانضمت شركات أخرى أيضا إلى مفهوم ميتافيرس ، من بينها نايك التي قدمت طلبات تسجيل العلامات التجارية الشهر الماضي مشيرة إلى أنها تريد بيع نسخ رقمية من بضاعتها في عالم الإنترنت. وحسب مجموعة داتا الدولية من المتوقع أن يعرف السوق العالمي لأجهزة الواقع المعزز والافتراضي نموا بأكثر من 50 في المائة هذه السنة، ليحقق إجمالي 9 ملايين وحدة يتم شحنها، مسجلة أنها تتوقع أن تصل الشحنات إلى 28,7 مليون وحدة بحلول سنة 2025. وترتبط إمكانية ربح المال في هذه المرحلة إلى حد كبير بإنشاء البنية التحتية لهذا العالم الافتراضي الجديد. وللقيام بذلك، يجب أن ينتقل الإعلان الرقمي، الذي انتشر في عصر وسائل التواصل الاجتماعي وشكل العمود الفقري لمداخيل ميتا ، نحو ميتافيرس الذي سيكلف إنشاؤه مبالغ ضخمة في البداية. وأعلنت ميتا، التي تعتزم زيادة إنفاقها الاستثماري على عناصر من ميتافيرس ابتداء من السنة المقبلة، أن تكاليفها للتشغيل ستعرف انخفاضا ب10 مليارات دولار بسبب جهودها في هذا العالم الناشئ.