يرى تاج الدين الحسيني، أستاذ القانون الدولي بجامعة محمد الخامس في الرباط، أن امتناع تونس عن التصويت لصالح قرار مجلس الأمن الدولي لتمديد بعثة "المينورسو" لمدة عام أثار استغرابه، مردفا أنه "عندما طلب من ممثل تونس أن يفسر هذا القرار لم ينبس ببنت شفة". وزاد الحسيني، أثناء حلوله ضيفا على نشرة الأخبار في قناة "ميدي1 تيفي"، أن "هذا الموقف يوضح أن النظام التونسي الحالي يعيش نوعا من الهشاشة على مستوى اتخاذ القرار، وهناك أيضا غياب للمؤسسات الديمقراطية". أستاذ القانون الدولي بجامعة محمد الخامس في الرباط تابع أن "تونس تعيش على وقع ضغط قوي من طرف النظام الجزائري"، لافتا إلى أن "الوضعية الداخلية في تونس غير مستقرة والحياة الديمقراطية لم تعد إلى طبيعتها المطلوبة بعد، والأمر ذو طبيعة ظرفية محضة وستتغير مستقبلا". وقال الحسيني إن "قرار مجلس الأمن جاء ليضع النقاط على الحروف، وأي سلوك نهجته الجزائر أو البوليساريو في المقبل من الأيام سيكون بمثابة عصيان لمجلس الأمن"، مستدركا بالقول إن "القرارات التي تتخذها مؤسسة مثل مجلس الأمن هي صلب القانون الدولي، وعدم الانصياع لها يشكل رفضا يمكن أن يتم بمقتضاه اتخاذ التدابير التي تمر من الفصل السادس من الميثاق إلى الفصل السابع منه". وخلص أستاذ القانون الدولي بجامعة محمد الخامس في الرباط إلى أن "البوليساريو والجزائر راهنتا على أن يأخذ مجلس الأمن بعين الاعتبار ما قامت به القوات المسلحة من عملية تنظيف الطريق الفاصلة بين المغرب وموريتانيا عبر الكركرات، وهذا لم يقع إطلاقا ولم تتم الإشارة إليه البتة".
تجدر الإشارة إلى أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرر، أمس الجمعة، تمديد ولاية بعثة المينورسو لمدة عام، مع تأكيده، مرة أخرى، على سمو المبادرة المغربية للحكم الذاتي لتسوية النزاع المصطنع حول الصحراء المغربية.