أنهى المدير العام للإذاعة الجزائرية، محمد بغالي، مهام كل من مدير إذاعة قسنطينة "سيرتا" المحلية (450 كيلومتر شرق الجزائر)، مراد بوكرزازة، ومقدّمة برامج "أغاني الزمن الجميل"، عن العمل، مع إحالة كل من مخرج الحصة والتقني العامل على الحصة على المجلس التأديبي، على خلفية بثّ مقطع قصير من أغنية للفنانة اللبنانية فيروز، اتضح أن الأمر يتعلق بأغنية "عيد الليل" عن ميلاد المسيح. وقال موقع "النهار" إنه حسب مصادر مطلعة، فإن الحصة التي تم بثها، يوم السبت الماضي، كانت محل تحقيق إداري أفضى إلى تلك القرارات، والتي مست المدير، وهو كاتب وصحافي يعمل في إذاعة قسنطينة منذ أكثر 30 سنة، وعيّن على رأس الإذاعة شهر أبريل 2020، بالإضافة إلى المذيعة، وهي متقاعدة بنفس المؤسسة، وأصبحت تعمل بالقطعة بعد ذلك. وحسب الموقع فإن التحقيق لا يزال ساريا لتحديد ملابسات الموضوع، وأنه تم تعيين مسؤولة بقسم الأخبار مديرة بالنيابة للإذاعة، إلى حين تعيين مدير جديد. وقد أثار الموضوع جدلا حول ماذا إذا كان بث أغنية لفيروز سببا حقيقيا لإقالة المدير، خاصة والفنانة اللبنانية معروفة بأنها مسيحية، مثلها مثل عدد آخر من الفنانات والفنانين اللبنانيين والعرب. وذهب معلقون لاعتبار أن القرار جاء بسبب الضجة التي أثيرت على مواقع التواصل وبث مقطع قصير يتحدث عن ميلاد يسوع من الأغنية قبل قطعها لما انتبه القائمون على البرنامج، فيما يبدو، كما قالت شهادات. وقد ذهب جزء من المعلقين على مواقع التواصل وبعض وسائل الإعلام إلى اعتبار بث الأغنية ترويجا للمسيحية، في المقابل اعتبر آخرون أن الأمر يتعلق على الأرجح بخطأ غير مقصود، وأنه إذا أثير الموضوع من هذه الزاوية فإن هناك تناقض، حيث أن القناة الثالثة في الإذاعة الجزائرية والناطقة بالفرنسية تبث كل يوم أحد، من كنيسة الجزائر الصلوات المسيحية الخاصة بالجالية المسيحية في الجزائر، كما تبث الصلوات في الأعياد المسيحية. وذهب قسم من المعلقين إلى الإشارة كذلك أن لفيروز أغانٍ أخرى تبث بشكل عادي تشير فيها إلى المسيح الذي هو من الأنبياء المعترف بهم والمقدرين لدى المسلمين مثل أغنية "زهرة المدائن" الشهيرة عن القدس، كما أنها غنت أغنية عن مكةالمكرمة، ولها أغنية عن الثورة الجزائرية والمناضلة جميلة بوحيرد. ودافع كثير من الكتاب والمثقفين وعبروا عن تضامنهم مع مراد بوكرزازة ، مدير إذاعة قسنطينة المقال، الذي له خبرة إذاعية تفوق 30 عاما، ويعتبر من أهم الأصوات الإذاعية والأدبية في الجزائر. واستغرب معلقون أن تتم إقالته من مدير عام لم يكن له أي خبرة إذاعية، وتم تعيينه في منصبه فقط بقرار سياسي. وكتبت فضيلة الفاروق الكاتبة الجزائرية المقيمة في بيروت، ومقدمة البرامج السابقة في إذاعة قسنطينة، على صفحتها على "فيسبوك"، عن الموضوع مخاطبة وزير الإعلام الجزائري.