وجه الرئيس الفرنسي صفعة مدوية لنظام العسكر الجزائري، واصفا إياه بالضعيف والمنهك بفعل الحراك، بالإضافة إلى تأكيده على عدم وجود شيء اسمه الجزائر قبل الاحتلال الفرنسي، وهي التصريحات الكفيلة بإشعال حرب، لو كانت صادرة من الرباط وليس باريس. إلا أن ما لوحظ خلال 24 ساعة الماضية، يتنافى تماما مع ما كان يحاول "تبون" وصانعيه ترويجه داخليا، في عز الأزمة المفتعلة التي اندلعت بين المغرب والجزائر، إذ ظل أصنام النظام وإعلامه يسوقون لقوة الجزائر وهيبتها و... لتبرير القرارات العدائية التي لا تستند على أي أساس، والتي تم اتخادها بشكل متسلسل، رغم أن المملكة لم تقدم أبدا على معاداة جارتها الشرقية، وكل ما فعله سفير المغرب لدى الأممالمتحدة، هو مقارنة "حق تقرير المصير" الذي يدعي الجنرالات الدفاع عنه لصالح صنيعتهم البوليساريو، بمطالب شعب القبايل ذاتها. فواقعة "ماكرون" فضحت بشكل كبير جبن "تبون" ومن عينه ونفاقهم، فالرئيس الجزائري رفض حتى التعليق على ما جاء على لسان الرئيس الفرنسي، وذلك خلال لقاء إعلامي مصور، مكتفيا بالقول "أفضل رد على ماكرون هو مانردش"، وكان أقصى ما فعله النظام هو استدعاء سفيرهم بباريس للتشاور، ومنع الطائرات الحربية الفرنسية من استعمال المجال الجوي الجزائري. فأين نحن الآن من "القوة الإقليمية العظمى" المزعومة؟ ولماذا لم يجرؤ "تبون" على الرد ولو بحرف واحد على كلام سيده الفرنسي؟ وهل هناك إهانة وتدخل في الشأن الداخلي أكبر من هذه، حتى لا تتخذ الجزائر قرارا بقطع العلاقات مع فرنسا؟ إلا أن أكثر ما يضحك في الموضوع هو خروج عدد من أبواق النظام الجزائري، على قنواتهم الموجهة لتخدير عقول مواطنيهم، للترويج لكون تصريحات "ماكرون" جاءت بإيعاز وضغط من اللوبي المغربي في فرنسا!!!
للأسف، فالشيء الوحيدالذي نجح فيه نظام العسكر، هو تحويل الجزائر من أمة المليون شهيد، إلى أمة ضحكت من جهلها الأمم.