يرى الدكتور الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، أن "من يعتقدون أنهم سيكونون في مأمن من الفيروس بمجرد تلقيح الآخرين مخطئون، وما عليهم سوى الاستفادة من التلقيح لحماية أنفسهم من الوباء". ولم ينفِ حمضي، أثناء حلوله ضيفا على نشرة الأخبار المسائية على القناة الأولى، أن "المناعة الجماعية في حالة بلغت 80 في المائة ستحمي زُهاء 20 في المائة الأخرى غير الملقحة لأسباب طبية معينة"، مشيرا إلى أن "المتحور 'دلتا' يؤزم الوضعية الصحية لغير الملقحين، وقد يصلون إلى أقسام الإنعاش وتسجيل وفيات لا قدر الله". وزاد الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، أن "الفكرة اليوم تغيرت من المناعة الجماعية إلى التلقيح الجماعي. وعليه وجب على المعنيين به الاستفادة من الجرعتين الموصى بهما، وإلا فإنهم سيظلون عُراة أمام الفيروس". حمضي لم يستبعد في السياق ذاته أن تظهر سلالات جديدة، مردفا أنه "رغم التلقيح، يلزم احترام التدابير الاحترازية للتقليل من انتشار الفيروس الذي يسهم في ظهور متحورات جديدة"، مؤكدا أنه "من الضروري أن تستفيد جميع الدول وشعوبها من نصيبها من اللقاحات، بغية القضاء على الفيروس والحد من انتشاره". وبخصوص أهمية "جواز التلقيح" الذي كثر عنه القيل والقال في الأسابيع الأخيرة؛ أبرز الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية أنه "وثيقة مهمة في ظل انتشار الجائحة. كما أنه يترك للمواطنين الملقحين هامشا للحركة، زد على هذا أن الغرض هو محاصرة الفيروس وليس محاصرة الناس غير الملقحين، علاوة على أن هذا الجواز ساعد الكثير من الناس على الاستفادة من التلقيح بعد تردد، قصد حماية أنفسهم وبلدهم من الجائحة". وفي ما يخص تزوير بعض الوثائق المرتبطة بكوفيد-19؛ أوضح حمضي أن "مثل هذه الممارسات خطيرة جدا من الناحية الطبية، لأن الحصول على هذه الشهادة المزورة يقوض مجهودات الدولة والشعب الراغب في القضاء على الفيروس، ويسهم في نشر الوباء سواء داخل المغرب أم خارجه". وبالتالي، يُنهي الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية حديثه، "على المواطنين تفادي الحصول على جوازات مزورة، لأن هذا السلوك يعد عيبا قانونيا وصحيا وأخلاقيا، في الوقت الذي أتيحت فيه جميع السبل اليوم للاستفادة من التلقيح والحصول على جواز صحيح".