إشادة واسعة لقيتها تعليمات الملك محمد السادس إلى وزيري الخارجية والداخلية المغربيين، قصد التعبير لنظيريهما عن استعداد المغرب للمساهمة في إخماد الحرائق المندلعة بعدة مناطق جزائرية. ولقيت هذه المبادرة الإنسانية المعتادة من المغرب تفاعلات من محللين سياسيين وأساتذة جامعيين معنيين بالشؤون المغاربية، رغم الجفاء الذي تعامل به الجارة الشرقية "اليد الممدود" دوما لملك البلاد، لتجاوز الخلافات وفتح الحدود لمعانقة الشعوب بعضها البعض. وفي هذا الإطار، يرى عباس الوردي، أستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس في الرباط، أن هذه المبادرة إشارة واضحة من الملك والمغرب على أن الأخوة ثابتة بين الشعبين، ودلالة بارزة على إلزامية التعاون مع الجار في الشدة والرخاء على حد سواء. وأضاف الوردي، في تصريح خصّ به موقع "أخبارنا"، أن المغرب ليست له نية الشر إزاء الشقيقة الجزائر أو غيرها من الدول. كما ينبذ الكراهية نظرا إلى الروابط التاريخية والجغرافية والدينية التي تجمع البلدين، موردا أن هذه المبادرة بمثابة منعطف جديد في مسار العلاقات بين الدولتين. "إن المغرب بهذه الخطوة الإنسانية يسعى إلى بناء جسر جديد قوامه المحبة الإخاء بين المملكة المغربية والجمهورية الجزائرية على مختلف الأصعدة"، يُنهي أستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس في الرباط تصريحه. تجدر الإشارة إلى أن الملك محمد السادس أعطى، مساء أمس الأربعاء، تعليماته لوزيري الداخلية والشؤون الخارجية، من أجل التعبير لنظيريهما الجزائريين عن استعداد المغرب لمساعدة الجزائر في مكافحة حرائق الغابات التي تشهدها العديد من مناطق البلاد. ووَفق بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، فإنه بتعليمات من الملك محمد السادس، تمت تعبئة طائرتين من طراز "كنادير" للمشاركة في هذه العملية بمجرد الحصول على موافقة السلطات الجزائرية.
يُذكر أن عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية الجزائرية، أعلن حدادا وطنيا لمدة ثلاثة أيام ابتداء من اليوم الخميس، مع تجميد مؤقت لكل الأنشطة الحكومية والمحلية ما عدا التضامنية، بسبب الحرائق التي خلفت عشرات القتلى في صفوف المدنيين والعسكريين.