بعدما سجلت وزارة الصحة في الأيام الأخيرة ارتفاعا كبيرا في عدد الإصابات ب"كوفيد-19"؛ تساءل مواطنون مغاربة، من المهتمين بالموضوع، عن أسباب هذا الارتفاع الفجائي في عدد الحالات المسجلة. وللجواب عن هذا السؤال الذي بات محور نقاشات مختلف أطياف الشعب المغربي؛ يرى الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، أن السبب الأول يعزى إلى التراخي وعدم احترام التدابير الاحترازية الفردية والجماعية الموصى بها من قبل بعض المواطنين، الذين لا يكترثون للوضع الصحي في البلاد؛ والسبب الثاني هو انتشار "المتحور دلتا" و"ألفا" كذلك. وأكد حمضي، أثناء مروره ضيفا على قناة "ميدي1"، أن سبب تسجيل حوالي 10 آلاف حالة، أمس الأربعاء، راجع إلى "كوننا أنجزنا 43 ألف تحليلة. فكلما كان عدد التحاليل كثيرا، يكون عدد الحالات المسجلة كثيرا كذلك"، مشددا على أن "الأرقام ستواصل الارتفاع بسبب "المتحور دلتا" وغياب الإجراءات الاحترازية، التي إن احتُرمت في الأيام المقبلة، فأكيد أننا سنلاحظ انخفاضا في عدد الحالات". الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية أوضح أننا أمام موجة ثالثة بدأت قبل رمضان في أوروبا والمغرب نبه إليها. وفي حالة انتشار "المتحور دلتا"، فإن الأنظمة الصحية لأي دولة ستنهار، "لكن المزيد من التدابير الاحترازية والخطوات الوقائية ستُسهم في التحكم في هذا المتحور الجديد حتى يمر المغاربة كلهم إلى بر الأمان، ونقضي على هذه الجائحة العالمية". وبخصوص عملية التلقيح ودورها في الحد من انتشار الفيروس؛ يرى حمضي أن اللقاح مهم جدا، إذ إن حوالي ثلث المغاربة اليوم تلقوا الجرعتين الموصى بهما، لاسيما في صفوف الفئات ما بين 35 و40 سنة فما فوق، وهذا التلقيح ساهم في تقليص عدد الوفيات كما الحالات المسجلة. واستطرد المصدر عينه أنه يستحيل مع الانتشار السريع ل"المتحور دلتا" ألا تُتخذ إجراءات كموطنين وكدولة حتى تمر الموجة الثالثة في سلام. وفي حالة عدم اتخاذ إجراءات واحترام التدابير الوقائية، فإن المنظومة الصحية لا قدر الله ستنهار، داعيا إلى الإقبال على التلقيح، خصوصا وأن الوزارة هيأت شروط ذلك؛ من تمديد مواقيت العمل 7 أيام في الأسبوع ودون موعد مسبق. وخلص حمضي إلى أن المواطنين في حالة لم يُسهموا، من تلقاء أنفسهم، في الحد من انتشار الفيروس من خلال احترام التدابير الاحترازية؛ فإن الدولة ستتدخل للحد من انتشار هذه الجائحة. تجدر الإشارة إلى أن وزارة الصحة سجلت، أمس الأربعاء، 9428 إصابة بفيروس كورونا خلال ال24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد الإجمالي للمصابين إلى 597876 حالة في المغرب. المصدر عينه أوضح أن مجموع التحاليل المنجزة، بعد إجراء 43058 فحصا خلال المدة ذاتها، بلغ 6864568 منذ بداية انتشار كوفيد-19 في البلاد.
وبيّنت المعطيات الرسمية أن الفترة المذكورة عرفت تسجيل 27 وفاة، ليصل العدد إلى 9665 حالة، في حين تم التأكد من 1766 حالة شفاء إضافية ليبلغ إجمالي التعافي 550882.