"ومن الشائعة الفيسبوكية ما قَتلتْ"؛ هذه العبارة يمكن إسقاطها على ما تشهده صفحات منصات التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة، بفعل نشر "إشاعات فيسبوكية" تهمّ وفاة أحد الأشخاص المشهورين والمعروفين؛ لاسيما في صفوف الفنانين والممثلين المغاربة. لطالما انتشرت إشاعة وفاة أحد الفنانين أو الممثلين، ليتبين في ما بعد، عقب التأكد من مصادر مقربة من الشخص المعني بالشائعة، أنه حي يُرزق، ويفند ما نُشر على الفيسبوك وصفحاته، التي تتناقل الخبر بمجرد قراءته دون التريث إلى حين التأكد من صدقية الخبر وحقيقته. والمؤسف أن هناك مواقع إلكترونية، التي من المفترض أن تتحلى بالمهنية والأخلاق، تجدها تنجرّ، هي الأولى، وراء ما يُنشر على صفحات الفيسبوك طمعا في "نيل السبق" ولو أن الخبر المنشور، في نهاية المطاف، مجرد شائعة أطلقها مجهول، وانكب الجميع على نشرها والتعليق عليها ب"إنا لله وإنا إليه راجعون"، والدعوة لأهل "الضحية" بالصبر والسلوان. وهذا الوضع القديم/الجديد يجعل الناس يتساءلون عن أسباب إطلاق مثل هذه الشائعات وما الغاية من ورائها. كما يُسائل القيم الإنسانية للمغاربة وكيف يستغلون صفحات فيسبوكية لترويج أخبار زائفة تمس بحياة المعنيين بالشائعة المنتشرة. إن الهدف من هذا الوضع، وفق تفسيرات جل المهتمين بالموضوع، هو خلق "البوز" وترويج الإثارة، ولو على ظهر المستهدف بالشائعة وعلى حساب مشاعره وأحاسيس أهله ومحبيه، على اعتبار أن أغلب الصفحات الفيسبوكية يكون من يُسيرها وينشر بها مثل هذه الأخبار غير الصحيحة والمجانبة للصواب مجهولا وغير معروف. هذا و"قتلت" الصفحات الفيسبوكية في الأيام الأخيرة فنانيْن معروفيْن؛ الأول هو محمد الجم الذي انتشر خبر وفاته كالنار في الهشيم، ليتبين أنه حي يرزق وأن الخبر عار من الصحة، ناهيك عن "وفاة" سعيد باي الذي نفى بنفسه الشائعة التي أطلقتها صفحات فيسبوكية بالقول: "حسبي الله ونعم الوكيل". تجدر الإشارة إلى أن النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية سبق لها أن نشرت تدوينة تكذيبية بخصوص انتشار وفاة الفنان المقتدر محمد الجم.
وجاء في التدوينة ذاتها أنه "في اتصال هاتفي مع الفنان الكبير محمد الجم، تبين أنه حي يرزق أطال الله عمره وشمله بموفرو الصحة والعافية"، مدينة، في السياق نفسه، "مثل هذه السلوكات والإشاعات المسيئة لمشاعر ضحاياها وذويهم، معبرة عن تضامنها مع محمد الجم".