سجلت العاصمة الفرنسية باريس، أول حادث مميت معروف لشخص قتل بحادث بسبب دراجة سكوتر كهربائية، والذي فتح المجال لنقاش موسع حول مخاطر هذه الوسيلة في المدن المزدحمة. ويرى المنتقدون أن هذه الوسيلة سببا لازدحام الأرصفة، وحاليا قد تؤدي إلى حوادث مميتة، فيما يدافع آخرون عنها باعتبارها وسيلة صديقة للبيئة مناسبة للتنقل في المدن. وقال سانتوش ماني البالغ من العمر 28 عاما، أنه يستخدم السكوتر الكهربائي للتنقل حول مدينة بون غرب ألمانيا، والذي يشعره "بأنه طفل مجددا"، واعتاد استخدامها نحو 10 مرات في الشهر قبل انتشار وباء كورونا في المدينة. وقد تأسست شركة "تير"، وهي أكبر شركة أوروبية للسكوتر الكهربائي، في العام 2018 في برلين، بقيمة سوقية وصلت مليار دولار، وحاليا لدى الشركة أكثر من 80 ألف دراجة في 13 دولة و120 مدينة. ومع بدء الوباء زاد زخم استخدامها، حسب ما صرح المتحدث باسم الشركة فلوريان أندرس: "ما زلنا نشهد اتجاها إيجابيا للغاية عندما يتعلق الأمر بالمستثمرين، إذ يرغبون بتوسيع هذا السوق". مخاوف تتعلق بالسلامة في 19 حزيران/يونيو، قُتلت امرأة تبلغ من العمر 31 عاما في باريس عندما قام زوجان يركبان سكوتر إلكترونية بطرحها أرضا، مما أدى إلى دخولها في غيبوبة، ووفاتها بعد يومين. أثار الحادث ضجة، ودفع نائب رئيس البلدية لاستدعاء جميع المديرين التنفيذيين للدراجات الإلكترونية لمناقشة مخاوف السلامة. وهددت العاصمة الفرنسية بحظر السكوتر الكهربائي إذا لم تطبق الشركات التي تديرها قواعد أكثر صرامة. أما في ألمانيا، فقد درست وزارة النقل ما إذا كان هذا الوضع الجديد للتنقل آمنا في شوارع المدن. وحتى الآن، أظهرت الوزارة نهجا معتدلاً، قائلة إن "تنظيم عمل وسائل النقل الكهربائية الصغيرة هو حل متوازن بين إدخال وسائل تنقل جديدة، وضمان سلامة الطرق". وفي محاولة لإيجاد هذا التوازن، طبقت ألمانيا حداً أدنى لسن الركوب يبلغ 14 عاما وحدا أقصى للسرعة يبلغ 20 كيلومترا في الساعة. وفرضت ألمانيا استخدام السكوتر في ممرات الدراجات. لكن الثغرات في تطبيق القوانين تثير قلق الناس. الاستدامة؟ مع وفاة الآلاف سنويا بحوادث السير، يرى البعض أن ردة الفعل على الحوادث التي قد تسببها السكوتر الكهربائية مبالغ بها. تقول مالكة شركة خاصة بالسلامة، وتدعى ريبيكا ساندرز: "بقدر ما هو مرعب أن تلك المرأة قُتلت، فإن الآلاف يموتون بسبب اصطدامهم بالسيارات. وأنا تماما مع ضرورة شعور الناس بالأمان على الأرصفة، ولكن لا ينبغي اعتبار السكوتر الكهربائي عدوا". أبرز مميزات السكوتر الكهربائي، هو أنه وسيلة مستدامة وخضراء، وهذا ما تحاول شركة "تير" إقناع صناع القرار به. تقول ساندرز: "شركة تير تريد خلق بيئة أكثر استدامة، هل السكوتر الكهربائي أكثر استدامة من الدراجات الهوائية؟ لا، ولكنها بالطبع أكثر استدامة من السيارات". من جهة أخرى، فإن العمر الافتراضي للعديد من النماذج هو ثلاث سنوات فقط، فيما يقوم بعض المخربون بتدميرها أو التخلص منها، وهذا الذي يضعف حجة الاستدامة.