قتل عشرات المدنيين اليوم الأربعاء في مجزرتين ارتكبهما الطيران السوري في بلدتين بريف دمشق مما رفع عدد القتلى خلال ساعات إلى أكثر من مائة, في وقت استمر فيه القتال بين الجيشين النظامي والحر حول مطارات وقواعد في إدلب وحلب خاصة. وقال الناشط الميداني أبو محمد للجزيرة إن ما لا يقل عن 45 مدنيا قتلوا حين أطلقت طائرة من طراز ميغ صواريخ على محطة وقود كان يتجمع فيها عشرات الأشخاص في بلدة المليحة بريف دمشق. وأضاف أن جل الضحايا لقوا حتفهم حرقا, وأكد أنه عاين دفن أكثر من 40 جثة, مشيرا إلى أن بعض القتلى من بلدات مجاورة. ووفقا للناشط ذاته, فإنه لم يتم التعرف على عدد كبير من الجثث. وكان ناشطون تحدثوا عن مقتل ما يصل إلى 60 شخصا في الغارة الجوية على محطة الوقود في المليحة, في حين أحصت لجان التنسيق المحلية 50 قتيلا. وقال أحدهم إن الغارة شنت مباشرة عقب وصول شحنة وقود إلى المحطة. مجزرة ثانية وقبل هذه الغارة بقليل, أغار الطيران الحربي السوري على بلدة معضمية الشام في ريف دمشق أيضا مما تسبب في مقتل 12 شخصا من عائلة واحدة وفقا لناشطين. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ولجان التنسيق المحلية إن جل القتلى في هذه الغارة أطفال, في حين قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن طائرات حربية قصفت مخبزين في البلدة مما أسفر عن عدد كبير من القتلى. وقُتل مدنيون آخرون اليوم في غارات جوية وقصف بالمدافع وراجمات الصواريخ على دوما والزبداني والذيابية وعربين وزملكا ومسرابا وسقبا بريف دمشق، حسب لجان التنسيق المحلية وناشطين. وقالت لجان التنسيق إن حرستا -التي تقع على خطوط الجبهة في ريف دمشق- تعرضت بدروها لقصف عنيف مما تسبب في حالة نزوح للسكان. وشمل القصف كذلك أحياء دمشق الجنوبية ومنها التضامن, والحجر الأسود الذي قتل فيه خمسة أشخاص وفقا للجان التنسيق. وقصفت القوات النظامية اليوم سراقب في إدلب حيث قتلت طفلة, كما قُصفت بلدة تفتناز التي يجري قتال في محيط مطارها العسكري. وشمل القصف كذلك بلدات في درعا بينها بصر الحرير, وأحياء في دير الزور, وأيضا مناطق في حلب وريفها. وتحدث ناشطون في الأثناء عن استقدام القوات النظامية تعزيزات إلى ريف القنيطرة جنوبي دمشق الذي شهد في الأيام الماضية اشتباكات. وبحلول ظهر اليوم, أحصت لجان التنسيق المحلية 103 قتلى, سقط أكثر من نصفهم بريف دمشق, خاصة في المليحة ومعضمية الشام. سير المعارك ميدانيا أيضا, أعلن الجيش الحر وكتائب للثوار بدء معركة السيطرة على مطار تفتناز بإدلب ضمن عملية البنيان المرصوص. وقال الناطق الإعلامي باسم الجبهة الإسلامية السورية أبو عمر للجزيرة إن المقاتلين الذين يحاصرون المطار قصفوه بالمدافع, مشيرا إلى تدخل كثيف للطيران الحربي السوري في محاولة منه لصد الهجوم. وفي وقت لاحق اليوم, أسقط الثوار مروحية للجيش النظامي كانت تقصف بلدة تفتناز، وفقا للجان التنسيق المحلية. وتستمر في الوقت نفسه الاشتباكات في محيط مطار حلب الدولي ومطاري منّغ والجراح العسكريين. وتحدث ناشطون عن اشتباكات عنيفة اليوم في حرستا بريف دمشق, وكذلك في شارع الثلاثين بمخيم اليرموط بدمشق, في وقت تحاول القوات النظامية معززة بعشرات الآليات اقتحام بلدة داريا. وسجلت اشتباكات مماثلة حول مقر الأمن السياسي في دير الزور, وفي محيط بلدة بصر الحرير بدرعا, وفي حيّي العباسية والشيخ مسكين بدرعا نفسها حيث قتل شخص على الأقل. وأشارت لجان التنسيق المحلية إلى اشتباكات في السفيرة بريف حلب, وقتال حول حقل الباري النفطي في محافظة الرقة.