توّج فياريال الإسباني، بلقب الدوري الأوروبي، الأربعاء، للمرة الأولى في تاريخه، عقب تغلبه على نظيره مانشستر يونايتد الإنجليزي بركلات الجزاء الترجيحية، في نهائي انتهى وقته الأصلي والإضافي بالتعادل بهدفٍ لمثله، في مدينة غدانسك البولندية. بدأ اللقاء بحذر مبالغ فيه من الطرفين، حيث تراجع عناصر فياريال إلى مناطقهم الدفاعية واستحوذ اليونايتد على الكرة بشكل لم يستفد منه في خلق أي محاولة هددت مرمى "الغواصات الصفراء". واستمر شكل المباراة على هذا الحال إلى غاية الدقيقة 20، والتي شهدت أول الفرص الخطيرة، إثر كرة قوية سددها متوسط ميدان اليونايتد، لوك شو، مرت قريبة من فوق مرمى الأرجنتيني جيرونيمو رولي. رد فياريال جاء سريعا لكن بمحاولة لم تُشكل أي تهديد على الإسباني ديفيد دي خيا بعد من المدافع باو توريس. وتمكن جيرارد مورينيو، الذي يستعد للمشاركة رفقة المنتخب الإسباني في اليورو القادم، من افتتاح باب التسجيل عند الدقيقة 29، من ركلة حرّة غير مباشرة نفّذها بإحكام داني باريخو بكرة ساقطة خلف المدافعين، استلمها زميله وحولها مباشرة في مرمى اليونايتد. وعقب تقدمه بالنتيجة، كثف فياريال من تواجده في مناطق دفاعه وغلق جميع المنافذ المؤدية إلى شباكه، الأمر الذي أبقاه متقدما إلى نهاية الشوط الأول. الشوط الثاني بدأه فياريال بكرة خطرة لمهاجمه الكولومبي كارلوس باكا، أبعدها دفاع اليونايتد بصعوبة، قبل أن يتسيد "الشياطين الحمر" أرضية ملعب "بي جي إي أرينا" ويفرض ضغطا رهيبا على دفاعات الخصم. وأثمر الضغط المتواصل لليونايتد عن تسجيل هدف التعادل في الدقيقة 55، إثر تسديدة قوية من ماركوس راشفورد اصطدمت بمدافعي فياريال لتتهيأ أمام الأوروغوياني إدينسون كافاني، الذي أحسن إسكان الكرة في شباك الحارس رولي. وبدا يونايتد أكثر إصرارا على التهديف وتحقيق الفوز عقب تعديله الكفة، وسيطر على مجريات اللعب بنسبة وصلت إلى 66 بالمئة، استثمرها بخلق عديد الفرص، في حين اعتمد فياريال على المرتدات السريعة التي كاد من إحداها أن يخطف الفوز لو لا أن رأسية باو توريس جاءت خارج الخشبات الثلاث. التعادل الإيجابي بقي قائما إلى نهاية الوقت الرسمي للنهائي، ليُجبر الفريقان على خوض شوطين إضافيين، شهد الأول منها تبادل مُثير للفرص، في حين لم ينجح أي فريق في زيارة مرمى الآخر خلال الثاني. واحتكم اليونايتد وفياريال في نهاية المطاف لركلات الجزاء الترجيحية، التي ابتسمت بعد سباق ماراثوني لصالح فياريال بنتيجة (11-10) اللقب هو الأول على المستوى الأوروبي لنادي فياريال الذي تمكن سابقا من الوصول إلى الدور نصف نهائي في ثلاث مواسم، بينما كان تأهله إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2006، يُعد الإنجاز الأكبر له خارج الإطار المحلي. من جانب آخر، أكد مدرب فياريال، أوناي إيمري، أنه أحد أنجح المدربين في تاريخ الدوري الأوروبي، بعد أن نجح في الفوز بلقبه ثلاثة مرات متتالية أعوام 2014 و2015 و2016 مع نادي إشبيلية، قبل أن يُضيف الرابعة مع "الغواصات الصفراء". وضمن فياريال، بتتويجه بطلا للدوري الأوروبي، تواجده في النسخة القادمة من المسابقة بعدما فشل في حجز مقعد له من بوابة الدوري المحلي باحتلاله المركز السابع.