خطأ فادح في التقدير ذلك الذي كانت بطلته وزير الخارجية الإسبانية، أرانتشا غونزاليس، التي كانت العقل المدبر لعملية استقبال زعيم البوليساريو إبراهيم غالي، بشكل سري بإسبانيا بتنسيق مع الخارجية الجزائرية. المعطيات الواردة من إسبانيا تفيد أن هناك انقسام داخل الأغلبية الحكومية، لكون قرار استقبال غالي، رغم حساسيته الكبيرة وخطورته على العلاقات المغربية الإسبانية، تم اتخاذه من طرف وزيرة الخارجية بالتنسيق فقط مع وزير الداخلية، دون إشعار باقي مكونات الحكومة والمخابرات، وهو ما سيفقد إسبانيا حليفا استراتيجيا لا غنى لها عنه لمواجهة مجموعة من الملفات الحساسة خاصة الأمنية منها. وأضافت المصادر الإسبانية أن الوزيرة لم تقدر جيدا ردة الفعل العنيفة للسلطات المغربية، لقلة خبرتها السياسية، إذ كان عليها أن تدرك أن الرباط لن تدع المسألة تمر مرور الكرام، خاصة وأنها في موضع قوة حاليا، وهو ما ظهر بشكل جلي، بعدما البلاغ الأخير للخارجية المغربية والذي حمل نبرة تهديدية غير مسبوقة. من جهته اعتبر الصحافي المتخصص في الشؤون المغاربية، إغناسيو صيمبريرو، أن المخابرات المغربية قامت بعمل كبير مكن من كشف كافة تفاصيل عملية استقبال إبراهيم غالي في ظرف وجيز، وهو ما لم تحسب حسابه الخارجية الإسبانية، معبرا في ذات الوقت عن استغرابه من هذه السقطة المدوية لحكومة بيدرو سانشيز.