عادت كتائب القذافي ظهر اليوم إلى مدينة راس لانوف النفطية الإستراتيجية التي اضطر الثوار للانسحاب منها بعدما سيطروا عليها عدة أيام، لكن مراسل الجزيرة قال إن الثوار قد يتمكنون من العودة مجددا بعدما تعرضت الكتائب لقصف من طائرات التحالف الدولي. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مراسلها أن أزيز طائرات سمع في أجواء المدينة عدة مرات اليوم تلا ذلك سلسلة من الانفجارات التي لم تتضح ملابساتها بعد، كما نقلت الوكالة عن أحد الثوار العائدين من راس لانوف أن "الطائرات الفرنسية أتت وقصفت قوات القذافي". من جانبه، قال مراسل الجزيرة علي هاشم الذي يتحرك نحو راس لانوف إن الثوار بدؤوا عقب هذه الغارات التحرك لاستعادة المدينة مجددا بعد أن انسحبوا منها صباح اليوم تحت وطأة قصف صاروخي عنيف لمواقعهم، في حين أكد أحد الثوار المقاتلين لرويترز أن الاشتباكات ما زالت مستمرة حول راس لانوف في "معركة كرّ وفرّ". في الوقت نفسه، قال مسؤول ليبي في بنغازي إن مرافئ النفط التي يسيطر عليها الثوار في راس لانوف والزويتينة والسدرة تعرضت لأضرار طفيفة خلال المعارك الأخيرة، وستكون جاهزة للعمل بمجرد إعادة الأمن للمنطقة وعودة العمال إليها. وقال عبد الجليل معيوف، وهو المسؤول الإعلامي بشركة الخليج العربي للنفط ومقرها في شرق ليبيا، إن عودة الإنتاج إلى سابق عهده قد تستغرق أسبوعين على الأقل، مشيرا إلى أن رفع إنتاج النفط في الشرق من نحو مائة ألف برميل يوميا إلى ثلاثمائة ألف يعتمد على تحسن الأوضاع الأمنية، وعودة العمال لمواقع عملهم. انسحاب تكتيكي وكان يوم أمس شهد تراجعا واضحا للثوار وصفته المتحدثة باسم المجلس الوطني الليبي إيمان بوقيقس بأنه "انسحاب تكتيكي" يهدف لإبعاد قواتهم عن قبضة مليشيات القذافي وجنوده المرتزقة. كما تراجع الثوار أمس من بن جواد في وسط ليبيا إلى ما وراء راس لانوف شرقا، حيث كان محيط منطقة بن جواد مسرحا لمعارك كرّ وفرّ بين الثوار وكتائب القذافي التي قصفت مواقعهم ودفعتهم إلى التراجع. وتراجع الثوار كذلك على الطريق المؤدي لمدينة سرت مسقط رأس العقيد معمر القذافي فبعد أن كانت طلائعهم على بعد نحو عشرة كيلومترات من المدينة اضطروا للتراجع لعشرات الكيلومترات تحت ضغط نيران كتائب القذافي المدعومة بالأسلحة الثقيلة وقذائف الهاون. كتائب القذافي تواصل قصف مصراتة منذ عدة أيام (الجزيرة) قصف مصراتة ميدانيا أيضا، واصلت كتائب القذافي قصف مدينة مصراتة الواقعة شرقي العاصمة طرابلس بالصواريخ والمدفعية، علما بأن ثوار ال17 من فبراير في مصراتة خاضوا الأيام الماضية معارك كرٍّ وفرٍّ مع كتائب القذافي, التي تقصف المدينة بين الحين والآخر وتفرض حصارا خانقا عليها. ووفق ما قال عبد الباسط المصراتي، الناطق الرسمي باسم اللجنة الإعلامية لشباب ثورة ال17 من فبراير، للجزيرة، فإن مصراتة استيقظت اليوم على قذائف الدبابات التي انطلقت باتجاه المناطق السكنية، كما استمر تعرض السكان لخطر القنص من جانب القناصة الموجودين على أسطح عدد من المباني. كما واصلت كتائب القذافي قصف مدينة الزنتان غربي ليبيا وحاولت دخولها من جهتيها الشمالية والشرقية. غياب الغطاء وقال مراسل الجزيرة إن الثوار يعتبون على القوات الدولية لأنهم تقدموا الأيام الماضية وهم يظنون أنهم تحت حماية جوية من قوات التحالف وكانوا يعولون كثيرا على هذا الغطاء الجوي، لكنه كان غائبا أمس بشكل كامل ولذلك توقفت كل تحركاتهم، وإذا استؤنفت الغارات اليوم فقد يعاود الثوار تقدمهم. وكان المجلس الوطني الانتقالي قد دعا المجتمع الدولي لإرسال المزيد من الأسلحة للثوار، في حين قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن بلاده قد تقوم بذلك، كما قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه إن بلاده مستعدة لمناقشة هذا الأمر مع شركائها في التحالف الدولي. لكن روسيا عارضت هذا الاتجاه وقالت اليوم على لسان وزير خارجيتها سيرجي لافروف إن التفويض الذي وافق عليه مجلس الأمن لا يعطي الحق لأي دولة في تسليح الثوار، وهو الموقف ذاته الذي أعلنه المتحدث باسم الخارجية الإيطالية حيث قال إن تسليح الثوار "سيؤدي حتما إلى انقسام الأسرة الدولية".