العادات والتقاليد إرث ثقافي يعبر عن هوية المجتمع تتوارثه الأجيال، و لعل أكثر الشعوب التي لا تزال متمسكة بموروثاتها و عاداتها القديمة الشعب المغربي و هو ما نلاحظه في ازيائه التقليدية، عاداته في أفراحه و أيضا في مماراساته لطقوسه الدينية. من عادات الشعب المغربي تقبيل الأيادي، هذه الظاهرة التي تكاد تندثر عند معظم الشعوب إلا أن في المغرب هي عادة مقدسة و موروث ثقافي يمارس من كل أطياف المجتمع مهما اختلف مستواهم الثقافي أو المادي، لاعتبارهم إياها مقياسا للمحبة و الإحترام و سمو الأخلاق، و لا أظن أننا الشعب الوحيد الذي يمارس هذه الطقوس، فالاسيويون ينحنون لبعضهم البعض تحية و تقديرا.
من الظواهر التي تخلق الدهشة و الجدل في العالم، تقبيل المغاربة لايادي الملك محمد السادس، هذه الظاهرة التي تستغلها الجارة و خصوصا في الأزمة الأخيرة التي تحولت لاستفتاء شعبي و تجديد لبيعة ملكنا، الجارة التي تظن أن هذه الظاهرة تنتقص من الشعب المغربي، لكنها تجهل ان كل مغربي يعشق تراب بلده و عاشق حتى النخاع لملكه العظيم و يتمنى اللقاء به لتقبيل يده ليس ضعفا لكن تعبيرا منه لمدى حبه و تقديره له.
نعم، بكل فخر، الشعب المغربي يقبل الرؤوس و الأيادي لكل الرموز، فهو يقبل ايادي الجد و الاب و العم و المعلم و رجل الدين و العالم الورع فما بالك بأمير المؤمنين، فملكنا محمد السادس حاكمنا و قائدنا و أمير المؤمنين الذي نجدد البيعة له كل عيد، نقبل الأيادي أيضا لأننا نتربى في مجتمع يحث على الأخلاق و الاحترام و حب الناس فنحن نعيش في بلد اهم اساسياته التسامح و حب الغير، هذه الاخلاقيات التي تربى عليها ملكنا العظيم و ظهر ذلك في مشهد مؤثر جدا صفق له الجميع عندما زار القيادي الكبير والوزير السابق المرحوم عبدالرحمن اليوسفي بالمستشفى و عمد الى تقبيل رأسه، تلك هي اخلاق ملوك المغرب التي تتربى على مكارم الأخلاق.
أخيرا اختم بأبيات شعرية لمعروف الروصافي:
هي الأخلاق تنبث كالنبات** اذا سقيت بماء المكرمات تقوم اذا تعهدها المربي ** على ساق الفضيلة مثمرات فكيف نظن بالأبناء خيرا** اذا نشأوا بحضن الجاهلات
السمعة و الإحترام و التقدير و الحب اللامحدود الذي يحظى به ملكنا محمد السادس هو الذي يحبط كل المحاولات الدنيئة و يجعله محصن من كل المخططات الحقيرة التي تستهدف مغربنا الحبيب، ارتباط الشعب المغربي بملكهم العظيم هو رباط مقدس و متين كان و سيظل مخلدا عبر تاريخ المغرب المجيد.