احتلت عدد من المشاهد الطوندونس المغربي في مواقع التواصل الاجتماعية جراء التساقطات المطرية الأخيرة بعدد من مدن وأحياء المغرب، من بينها السيارات التي غرقت جراء التساقطات المطرية بسيدي البرنوصي بالدار البيضاء وسقوط عدد من المنازل، وفيضان واد بدوار بمدينة المحمدية أدى إلى غرق عدد من المنازل المعزولة بالسكن الشعوائي، وفضيحة غرق ملعب محمد الخامس في مباراة الرجاء ضد تونغيت السنغالي في عصبة الأبطال الإفريقية وعدد متواتر من النماذج الأخرى، حيث يتضح حجم الهوة الصارخة بين الخطاب السياسي والوعود الانتخابية وهيمنة السلطات العمومية وسرعة ردود الأفعال لمواجهة آثار وخسائر هذه التساقطات وتداعياتها. أكيد في ظل انتشار جائحة كورونا في عدد من المدن المغربية انفضح النهج التدبيري لعدد من القطاعات التي قدمت اعتمادها كقطاعات هشة وقابلة للانهيار في أي لحظة، لكن يتم التستر على ذلك عبر سياسة الترقيع وضخ ميزانيات مؤقتة للتغطية على ضعف القطاع وقدراته الفعلية. لكن خلال التساقطات الأخيرة التي عرفتها المملكة وأطلق عليها البعض الحجر الشتوي تماشيا من النشرة الإنذارية من الدرجة الحمراء التي أطلقتها مديرية الأرصاد الجوية، لاحظنا جليا حجم التهاون والتراخي التي تعرفه الأطراف المتدخلة عند حلول أي أزمة وضعف الجاهزية سواء التواصلية أو الإجرائية وغياب استراتيجية للأزمات وسرعة رد الفعل وغياب آليات عملية للمحاسبة والمتابعة.. إن الصراعات التي تنشأ في الغالب عند قرب أي محطة انتخابية لجمع الأصوات الناخبة التي تأهلهم للدخول للمؤسسات التشريعية والتدبيرية، يظهر مدى الضحالة السياسية التي يعيشها المغرب خصوصا في ظل تداخل الصلاحيات سواء في مجال تدبير الجماعات الترابية بتسيير مشترك بين المنتخبين ووزارة الداخلية الممثلة في ولاتها وعمالها، أو في عدد من القطاعات الوزارية التي تجد يد الداخلية متحكمة في أي خطوة أو قرارات معتمدة في السياسات العمومية لهذا القطاع الوزاري وما قطاع النقل إلا نموذج مصغر من ذلك.. حاصل القول، أن المواطن مدعو حاليا أكثر من أي وقت في أن يساهم في تغيير الأعطاب التي يعاني منها التسيير والتدبير على مستوى السياسات العمومية للمغرب، ويتطلب ذلك إلى مزيد من الوعي بتأسيس تكثلات شعبية مدنية ومبادرات مواطنة متخصصة في تصويب هذه الأعطاب قبل حدوثها، حتى لا تقع كوارث ذات عوامل مرتبطة بهشاشة البنيات التحتية التي تتأثر مع أي تحولات مناخية كما حدث خلال السنوات الماضية في الرباط وسلا، وما نراه حاليا بالدار البيضاءوالمحمدية وعدد من مدن المملكة المغربية.
نتمنى من أن نفكر جميعا كمواطنين لمستقبل أفضل وأن نستيقظ دائما على الأمل في مغرب أفضل ومواجهة كافة الأعطاب التي نعاني منها، والمعول عليهم اليوم في ذلك هم الطبقة المواطنة التي تتوفر على رأس مال لا مادي وهو الوعي بالمطالب والرغبة في التغيير للأفضل..