أكد الناشط الحقوقي والسياسي بجبهة البوليساريو، مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، أن ما أعلنه الإنفصاليون مؤخرا من عودة للحرب، لم يتعد لحد الساعة كونه تهديدا، فاغلب عمليات القصف التي قامت بها ضد الحزام الدفاعي المغربي - يؤكد المعارض والمعتقل السابق بسجون البوليساريو - كانت في وضح النهار و باستخدام الاسلحة الرشاشة في الغالب، والعديمة الفعالية ضد المواقع المحصنة. و لم تطلب - يضيف مصطفى في تدوينة فايسبوكية - من مراقبي الاممالمتحدة و لا من سكان الارياف في المناطق شرق الحزام اخلاء المنطقة. جبهة البوليساريو تريد الابقاء على شعرة معاوية مع الاممالمتحدة، يؤكد مصطفى، من خلال عدم الجنوح الى تصعيد خطير، بعمليات عسكرية كبيرة ضد الجيش المغربي تستدعي ردا مغربيا قويا سيضطر مراقبي بعثة المينورسو للمغادرة و بالتالي فتح النزاع على المجهول في وقت لم تقف فيه الجزائر بعد على ارجلها من ازمتها السياسية و الاقتصادية. فغاية جبهة البوليساريو هي ان تعود الى طاولة المفاوضات مع المغرب دون العودة لوقف إطلاق النار حتى تضطر الاممالمتحدة الى الاسراع بالعملية السياسية. المغرب الذي حقق ما يريده في الظرف الراهن بتأمين طريق صادراته مع غرب افريقيا من خلال مد الحزام الدفاعي الى الحدود الموريتانية، يعي كل هذه المعطيات و لن يقبل التفاوض قبل ان تعلن البوليساريو العودة للالتزام بوقف اطلاق النار. و لن يقبل التراجع عما حققه في الكركرات، وبالتالي قد يطول عمر الازمة الحالية ما لم تدعم الجزائر جبهة البوليساريو... ما يعني مواجهة مباشرة بين المغرب و الجزائر... إن على طاولة المفاوضات او بالحرب، و بالتأكيد - يضيف المسؤول السابق بالجبهة - في ظل الازمة العالمية الراهنة... من الصعب ان تسمح الدول الكبرى و خاصة اوروبا بمواجهة عسكرية مغربية جزائرية لما ستلحقه من ضرر على اوروبا نفسها و على التجارة الدولية. و بالتالي اعلان البوليساريو العودة الى الحرب لا يعدوا كونه وقت مستقطع في نزاع الصحراء الذي لا يوحي أي مؤشر بأنه سينتهي قريبا، او جرعة تصعيد لانعاش نزاع كاد يموت و ما تزال الحاجة اليه محليا و اقليميا و دوليا، والخاسر الاكبر هم سكان المخيمات كما كانوا. فالتوتر الحالي يخدم قيادة الجبهة التي تهالك رصيدها حتى فقدت كل مصداقية، والسلطة في الجزائر بعد احراج الاستفتاء على الدستور كانت بحاجة الى ازمة خارجية تلهي الشارع الجزائري حتى تمرر مشروعها. و بحاجة الى إعادة شحن سكان المخيمات بعد ان سئموا الانتظار. فقضية الصحراء تبقى ذريعة للجزائر لاستمرار غلق حدودها مع المغرب حتى تهيكل اقتصادها و تصبح قادرة على المنافسة في محيطها... المغرب أمن صادراته نحو افريقيا، و استكمل ضم الصحراء خلف حزامه الدفاعي و باتت حدوده متصلة من طنجة الى لكويرة، بعد ان كانت تفصلها منطقة عازلة. و بالنسبة للدول الكبرى، فنزاع الصحراء هو نقطة ضعف الجزائر والمغرب، و استمراره يعني استمرار امكانية لي ذراع البلدين و مساومتهما، يؤكد مصطفى سلمى في تدوينته.