مغاربة عالقون بالآلاف، وإلى جانبهم مئات الآلاف من مغاربة العالم، ممن تعودوا زيارة "البلاد" كل عطلة صيف، استبشروا خيرا بإعلان السلطات المغربية فتْح المجال الجوي للمملكة بشكل استثنائي، والسماح للطائرات بولوج المطارات المغربية... ولكن وكما يقول المصريون "يا فرحة ما كِمْلِتْ"، لتتحول لمعاناة مع أسعار تذاكر سفر ملتهبة، ومجال اختيار مغلق... بمعنى لا منافسة... فالكلمة الأولى والأخرى للخطوط الملكية المغربية بالأساس... المغاربة العالقون ومغاربة العالم المنهكون أصلا من تداعيات أزمة كورونا، وجدوا أنفسهم في مواجهة أسعار مضاعفة بل وخيالية في بعض الحالات انتشرت في مواقع التواصل الإجتماعي، وبدأ الجميع بطرح أسئلة كثيرة مشروعة، خصوصا وأن شركات كثيرة بدأت في طرح عروض أفضل بكثير من تلك الخاصة بلارام، تصل للنصف بل وأكثر... ولكن سماءنا احتكرتها الشركة الوطنية، والتي يبدو أنها مصرة على تعويض خسائرها الكبيرة في هذه المرحلة... رغم الدعم الحكومي لها والذي وصل ل6 مليارات من الدراهم أي 600 مليار من السنتيمات. تذكرة من باريس للدار البيضاء قد تكلفك 8000 درهم، دون إغفال تكاليف أخرى، كفحص (PCR) والفحص السيرولوجي اللذين لا يمكن لأي شخص أن يصعد إلى الطائرة بدون إجرائهما. مواطنون مغاربة بالمهجر سارعوا لإطلاق نداءات استمعنا لبعضها، يدعون فيها مواطنيهم المهاجرين لعدم زيارة المغرب هذا الصيف، احتجاجا على غلاء أسعار تذاكر الطائرات، معتبرين مضاعفتها بالشكل الحالي أمرا غير مقبول... أمر سيزيد حتما من تعميق أزماتنا الإقتصادية أكثر وأكثر ويخفض من حجم التحويلات بشكل كبير... مسؤولون بالخطوط الملكية المغربية وفي تصريحات صحفية نفوا أن تكون أسعار تذاكر السفر على متن رحلات الشركة الاستثنائية قد شهدت ارتفاعا، مؤكدين أن ما جعل المواطنين يعتقدون أن الأسعار ارتفعت هو أنهم حجزوا في بداية العطلة الصيفية، التي عادة ما تشهد تغيرا في الأسعار لدى جميع شركات الطيران في العالم، حسب العرض والطلب. الغضب من تسعيرات "لارام" وصلت للجانب الفرنسي، ففي برنامج "Perri Scoop" على قناة "LCI"، والذي يقدمه الإقتصادي والإعلامي "باسكال بيري"، تم التطرق للأسعار العالية، والتي تضاعفت حسب مقدم البرنامج وضيفه لأكثر من 4 مرات، معتبرين أنها عملية لإنقاذ شركة الطيران المغربية، داعين لاقتسام الكعكة مع نظيرتها الفرنسية من خلال ممارسة المسؤولين الفرنسيين لضغوطاتهم على المغاربة في هذا الإتجاه. فهل سيتحرك المغاربة لتخفيض الأسعار لتصل لمستوى مقبول وإلا فتحُ مجالنا الجوي ودمقرطته في الآونة الراهنة حماية لموسمنا السياحي وإمكانيات مواطنينا العالقين والمهاجرين على السواء؟ وحتى ذاك نقول لكل هؤلاء.. قلوبنا معكم.