توصلت دراسة أمريكية بلجيكية نشرت بدورية (Cell) العلمية إلى أن مفتاح الخلاص من فيروس كورونا قد يكون في حيوان اللاما. فبحسب ما نقلت صحيفة الغارديان البريطانية خلصت نتائج الدراسة أن دم حيوانات اللاما قد يحمل أجساماً مضادة تستطيع مواجهة فيروس كورونا المستجد. وكان باحثون من جامعتي جنت البلجيكية وتكساس الأمريكية تمكنوا من عزل جسم مضاد صغير نسبياً من دم حيوان لاما بالغ من العمر أربع سنوات، ونجحوا في ربط هذا الجسم المضاد بفيروس كورونا، مما أدى إلى تحييده، بحسب ما نقل موقع صحيفة كوريير (Kurier) النمساوية. ويعني هذا أن الجسم المضاد المستخلص من دم اللاما يقوم بالربط مع أطراف فيروس كورونا بشكل يمنعه من التكاثر والدخول للخلية. نتائج مبشرة وأضافت "كوريير" أن العلماء تمكنوا من تجربة هذه الأجسام المضادة على مجموعة من حيوانات "الهامستر"، وجاءت التجربة بنتيجة مبشرة بمنع الأجسام المضادة فيروس كورونا من إصابة مجموعة "الهامستر" بالعدوى. وشرحت مجلة "دير شبيغل" الألمانية خصائص الأجسام المضادة لدى حيوانات اللاما التي تمكنها من مقاومة فيروس كورونا. وحسب المجلة فهي تتميز بنوعين، أحدهما نوع متناهي الصغر يستطيع الدخول إلى الفتحات الصغيرة لما يعرف باسم "البروتين المسماري" لفيروس كورونا وإبطال فاعليته. وكانت الأجسام المضادة في دم اللاما "وينتر" البالغة من العمر أربعة أعوام قد أثبتت من قبل فاعليتها في مواجهة متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد (سارس) ومتلازمة فيروس كورونا التنفسية الشرق أوسطية (مرس)، حسبما نقلت صحيفة غارديان. وأضافت الصحيفة أن هذا الأمر لا يمثل مفاجأة لمحبي هذه الحيوانات، فاللاما لديها سمعة جيدة في المجال الطبي ويتم الاستعانة بها في محاربة الأمراض منذ سنوات. محاولات حثيثة لتطوير لقاح وانتشرت في الفترة الأخيرة محاولات علاج فيروس كورونا عن طريق استخدام الأجسام المضادة من أجساد المتعافين. غير أن نتائج هذه الدراسة ستسمح للعلماء بإنتاج الأجسام المضادة من دم حيوان اللاما دون الحاجة إلى دم المتعافين، حسبما نقلت شبكة بي بي سي البريطانية. وكان جايمس نايسميث، وهو مدير معهد روزاليند فرانكلين البريطاني، قد أجرى دراسة شبيهة بالدراسة السابق ذكرها، وقال لشبكة بي بي سي: "تعد الأجسام المضادة للاما مثل المفاتيح التي لا تناسب الباب تماماً، فهي لا تدور بشكل يؤدي لفتحه، لذلك نأخذ نحن هذا المفتاح ونقوم بتعديله باستخدام البيولوجيا الجزيئية حتى نستطيع فتح الباب بنجاح." وسيقوم فريق نايسميث ببدء تجارب العلاج على الحيوانات صيف العام الجاري وبدء التجارب السريرية في وقت لاحق من العام آملا في تطوير لقاح ضد فيروس كورونا.