بعدما تحدث أطباء صينيون سابقا عن إمكانية تسبب فيروس كورونا بتلف جزئي للخصيتين لدى بعض المرضى، الشيء الذي سيؤثر سلبا على إنتاج الحيوانات المنوية، وبتالي ضعف القدرة الجنسية لدى الرجال، حذر أطباء وباحثون عرب في إسبانيا والصين من أن المتعافين من فيروس كورونا (كوفيد-19) قد يعانون من الضعف الجنسي وبعض الأمراض في الجهاز التنفسي والعصبي، منبهين إلى أن العلاج ببلازما الدم قد يضعف جهاز المناعة. وقال الدكتور عمار البعداني، طبيب المخ والأعصاب والمكلف من قبل الحكومة الصينية بنشر التوعية حول فيروس كورونا، “إن فيروس كورونا المستجد هو من فيروسات الجهاز التنفسي، التي تصيبه هو بشكل أساسي، إلا أنه في أحد المستشفيات الصينية تم اكتشاف وجود الحمض النووي لفيروس كورونا في الخصيتين، وهو ما قد سيؤثر على المتعافين ويتسبب في العجز الجنسي لهم، موضحا أنها حالات قليلة ولا يمكن البناء عليها والجزم بها”. وأضاف البعداني في تصريح لصحيفة “القدس العربي”، أنه بالإضافة إلى ذلك سجلت حالة إصابة في الجهاز العصبي المركزي (المخ) لدى المصابين بفيروس كورونا، لكنها لم تحدث بشكل واسع وتبقى من الحالات النادرة. وتعليقا على ذات الموضوع قال البروفيسور غسان الجعيدي، رئيس قسم جراحة العظام وطب الطوارئ في مستشفى كيرون مدريد، وعضو اللجنة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا في إسبانيا: "لحد الآن ليس لدينا أي شيء موثّق حول هذا الموضوع، ولكن نتيجة خبرتنا ودراساتنا السابقة، نؤكد أن هناك أمراضا أخرى مشابهة لفيروس كورونا قد تُسبِّب أمراضا تنفّسية عند فئة قليلة من المرضى". وعن العلاج ببلازما الدم الذي بدأت العديد من الدول بتطبيقه على مرضى فيروس كورونا وأثبت نجاعته في الصين وإسبانيا، حيث يتم الحصول على البلازما التي تحوي أجساما مضادة للفيروس من المتعافين، ونقلها إلى مرضى يعانون من الفيروس في محاولة لتزويدهم بهذه المناعة، قال الدكتور عمار البعداني: "في بداية شهر فبراير قام أحد المستشفيات في الصين بدراسة استخدام بلازما الدم من المتعافين حيث تمت تجربتها على عشرات المرضى ذوي الإصابات الخطيرة وحققت نتائج ممتازة، حيث أدت إلى تطور في حالاتهم المرضية وسرّعت عملية شفائهم. بعد ذلك تم حثّ المتعافين على التبرع بالدم لإجراء المزيد من البحوث". وأشار البعداني إلى أنه يجب أن يتم إخضاع المتبرعين للعديد من الفحوصات للتأكد من خلوهم من أمراض كالإيدز وفيروسات الكبد وأمراض الضغط والسكري لضمان سلامة البلازما قبل نقلها لشخص آخر، لافتا إلى أنه لا يمكن القول بأنها الوسيلة الفعالة الوحيدة لعلاج مرضى كورونا، وأنه يجب القيام بالكثير من التجارب السريرية حتى يتم التأكد من مدى نجاعتها مع مختلف الحالات، لأنه يتم التعامل مع فيروس مستجد مازالت الأبحاث جارية للتعرف عليه. من جهته حذر البروفيسور غسان الجعيدي من تسبب بلازما الدم التي يتم الحصول عليها من المتعافين من فيروس كورونا بأمراض أخرى قد تُضعف مناعة مرضى الفيروس، مضيفا أن هناك دراستان هامتان في إسبانيا متعلقتان بالبلازما، الأولى تقوم على أخذ بلازما الدم من المرضى وتطويرها في المختبر قبل إعطائها للمرضى، والثانية تقوم على استخراج البلازما من المتعافين وإعطائها مباشرة للمرضى.