ارتفاع مقلق ذلك الذي عرفه عدد الوفيات جراء الإصابة بفيروس كورونا ببلادنا خلال الأيام القليلة الماضية، حيث بتنا نسجل وبشكل يومي ضحايا جدد، بالإضافة إلى تضاعف عدد الحالات الحرجة التي ترقد في أقسام الإنعاش والتي تفوق حاليا 25 حالة. ما يستدعي دق ناقوس الخطر هو أن جميع الذين فارقوا الحياة مؤخرا هم أشخاص جاوزوا 65 من العمر، ويعانون من مرض مزمن أو أكثر، شأنهم شأن الذين لازالوا تحت العناية الطبية المركز بالمستشفيات المغربية، علما أن هذه الفئة هي من بين الأكثر انضباطا لتدابير الحجر الصحي، فكل من يخرج إلى الشوارع سيكتشف بسهولة أن الشباب هم من يملؤون الأزقة ويتزاحمون في المقاهي ووسائل النقل العمومية بل ولا يتكبدون حتى عناء ارتداء الكمامات في أغلب الأحيان. هاته الأغلبية المستهترة مع كامل الأسف هي سبب الارتفاع في وفيات كبار السن مؤخرا، وتحديدا منذ المرور إلى مراحل الرفع التدريجي للحجر الصحي، فالجميع يعلم أن مقاومة جسم الشاب السليم لفيروس كورونا تكون قوية جدا وفي الغالب يصاب به ولا تظهر عليه تقريبا أي أعراض، إلا أنه يكون وسيلة لنقله لغيره، وهكذا إلى أن يصل الفيروس إلى جسد أب مريض أو جد أنهكته سنوات العمر، هناك يجد الفيروس أرضية خصبة للتكاثر إلى أن يقضي على حامله في بضعة أيام. الخطاب موجه اليوم إلى جميع الشباب المغاربة، تجاهلكم للتدابير الوقائية وتحديكم لفيروس كورونا لا يعني أنكم أقوى منه، بل يعني فقط أنكم تمنحوه الفرصة ليصل إلى أحبائنا الكبار في السن لينهي حياتهم.