مصير مجهول ذلك الذي يعيش على وقعه أرباب وأساتذة مراكز اللغات، منذ تعليق الدراسة في ال16 من شهر مارس الماضي، بسبب "حالة الطوارئ الصحية" التي فرضها انتشار فيروس كورونا المستجد بالمغرب، حيث تعالت أصوات مطالبة باستئناف هذه المراكز لأنشطتها الدراسية، مشددين أن هذا القطاع بات من القطاعات الأكثر تضررا من التداعيات الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن أزمة كورونا. إلى ذلك، فقد دخلت هذه المراكز التابعة للقطاع الخاص، في عطالة منذ تعليق الدراسة، الأمر الذي تسبب لنسبة كبيرة من الأطر العاملة بها في أزمة حقيقية، نتيجة عدم استفادتهم من تعويضات "الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي" المخصصة لمن فقدوا شغلهم بسبب الجائحة، رغم توقفهم التام عن العمل، الأمر الذي دفع بالعديد من المتضررين إلى المطالبة بضرورة بحث حلول عاجلة لإنقاذ أسرهم من التشرد، يبقى في مقدمتها، السماح لهذه المراكز ب "استئناف" أنشطتها وفق شروط السلامة الصحية، على اعتبار أن هذا القطاع يعد شريكا أساسيا في إنجاح "العملية التربوية" وفاعلا اقتصاديا قويا يساهم في تشغيل عدد كبير من العاطلين. وكانت السلطات العمومية قد استثنت مراكز اللغات والدعم من المقاولات التي سمح لها باستئناف أنشطتها بداية من الخميس الماضي، في إطار إجراءات المرحلة الثانية من رفع الحجر الصحي، الأمر الذي أغضب عددا من أرباب هذه المراكز، ضمنهم السيد "جاد بنزعري"، مدير المعهد اللغوي الأمريكي بتمارة، الذي أكد أن هذا القرار سيعرض مؤسسته لعواقب مادية وخيمة جدا، تضاف إلى الخسائر التي تكبدها معهده طوال فترة الحجر الصحي. وقال "بنزعري" في تصريح ل"أخبارنا": "امتنعنا عن مطالبة حكومة العثماني بالدعم الذي طالبت به كل القطاعات المتضررة، لأننا نعي جيدا الظروف التي تمر منها البلاد بفعل الجائحة، لكن هذا لا يعني أننا تضررنا كثيرا بعد مضي نحو 4 أشهر أغلق خلالها المعهد أبوابه في وجه طلابه، تماشيا مع قرارات الدولة، وهي العملية التي تكبدنا على إثرها خسائر مالية كبيرة، بفعل تراكم ديون مستحقة في ذمتنا، من واجبات الكراء والماء والكهرباء، ومستحقات الأطر التعليمية". وشدد "بنزعري" على أن الحكومة مطالبة اليوم بضرورة إدراج هذه المراكز ضمن الأنشطة التي يجب أن تستأنف نشاطها خلال المرحلة الثانية من عملية رفع الحجر الصحي، مؤكدا التزام معهده بالتدابير الصحية والوقائية الضرورية، على غرار ماهو معمول به في باقي القطاعات التي استأنفت نشاطها، مشيرا أن العطلة الصيفية تبقى الفترة التي تعرف إقبالا كبيرا لتعلم اللغات، وبالتالي فإن استمرار إغلاق معهده سيعمق من خسائره المادية التي سيكون لها وقع قاس جدا خلال قادم الأيام، مشيرا أن معهده يشغل عددا مهما من الأطر التربوية والتعليمية التي باتت اليوم تواجه مصيرا مجهولا حتى إشعار آخر.