للأمراض الجلدية العديد من المسببات منها ما يتعلق بالتغيرات البيولوجية التي تحدث في جسم الإنسان كالاضطرابات الهرمونية على سبيل المثال. ومنها ما له علاقة بالمؤثرات الخارجية التي تغيّر من طبيعة البشرة، من أهمها التأثيرات المناخية وتلوث البيئة المحيطة إلى غير ذلك. غير أن العادات الغذائية والتدخين وقلة النوم، إضافة إلى الإجهاد النفسي كلها عوامل تؤثر بقوة على سلامة الجلد. ولأن نضارة البشرة متعلقة بمدى سلامتها، لا بد من الاهتمام أولا بصحة الجلد. وهناك العديد من الأمراض التي تصيب الجلد، وتختلف حسب تنوع المناطق الجغرافية. لكن "القسم الأكبر منها ناجم عن أمراض مزمنة، ذات طبيعية وراثية" تقول أخصائية أمراض الجلد الدكتورة إيفا باخماير، وفق ما نقل عنها موقع (ام سي ان) الألماني. وتضيف الأخصائية أن الأمراض الجلدية المعدية هي نادرة. هناك اربعة أنواع يمكن القول إنها الأكثر شيوعاً حول العالم، تعرف عليها: حب الشباب - Acne يصيب حب الشباب عادة المراهقين أو الشباب، لكن ليس حصرياً، فالنساء قد يرافقنهن حب الشباب في جميع فترات العمر. يرجح أن تكون الهرمونات هي المسؤولة عن ظهور حب الشباب المزعج، إذ ما إن اختفت واحدة حتى تظهر الأخرى في عملية مستمرة ومثيرة لليأس. حب الشباب أو البثور تظهر بسبب تكدس الإفرازات الدهنية تحت مسام الجلد، وهذا يؤدي إلى التهابات تتطور وتتخذ شكل بثور. العلاج: ينصح الأطباء بتنظيف الجلد بسكل مستمر بواسطة سائل تطهير لا يحتوي على نسب عالية من مقياس الرقم الهيدروجيني PH ، إضافة إلى تقشير الجلد مرة أو مرتين في الأسبوع، أي إزالة الخلايا الميتة من الطبقة الجلدية العليا حتى تتحرر المسام من الرسوبات العالقة فيها. وهناك العديد من المساحيق المخصصة لهذا الغرض، من أفضلها تلك المصنّعة من قشور الفواكه. ويجب بشكل مطلق عدم استخدام المساحيق الدهنية أو تلك التي تحتوي على معطرات. كما ينصح الابتعاد نهائياً عن تناول مشتقات الألبان الحيوانية كالحليب والجبن وغيرها. التهاب الجلد العصبي Neurodermitis لتهاب الجلد العصبي هو نقيض حب الشباب تماماً، لكونه يصيب فقط الجلد الجاف الذي يتعرض لتشقق ما يؤدي إلى الحكة. وتظهر هذه الأعراض خصوصا عند تقلب المناخ نحو انخفاض درجة الحرارة، أو حين يتعرض الانسان لضغوطات نفسية في حياته. العلاج: حسب الأطباء فإن المسام داخل الطبقة الجلدية لا تقوم بوظيفتها الأساسية في إفراز الدهون، ولهذا يحتاج الجلد لمرطبات بشكل مستمر لأن الجسم غير قادر على إفرازها بنفسه. ويفضل أن تحتوي هذه المرطبات على مادة غليسيرين حتى تكبح تكون الالتهاب. وقد يتطور الوضع إلى أن يصبح العلاج بالكورتزون ضروريا، وهنا لا بد من استشارة الطبيب. الوردية Rosacea يطلق على هذا المرض أيضًا "حب الشباب المتأخر" ، لأنه يصيب الأشخاص عادة بعد سن الثلاثين. وتوضح الطبيبة باخماير أنه " مع هذا المرض الجلدي ، تتوسع وتبرز الأوعية الدموية الصغيرة للعيان في منطقة الخدين والأنف، وعادة ما يحدث هذا لدى النساء اللواتي كان لديهن في السابق بشرة حساسة إلى حد ما". أول أعراض هذا المرض احمرار الجلد دون أي سبب مباشر. وفي المرحلة الأولى تبرز الأوعية الدموية، وفي الثانية تظهر بثرات مثل عقيدات صغيرة في الجلد. أما في المرحلة الثالثة، فقد تتكثف الأنسجة الضامة في الأنف ويصبح الأنف منتفخ اللون وشديد الإحمرار. العلاج: ينصح بتجنب جميع المساحيق التي تحتوي على نسب عالية من الدهون أو السوائل المنظفة للبشرة، كما ينصح بعدم تناول الكحول والشطة أو التعرض لأشعة الشمس أو زيارة الحمام البلدي. فالحرارة تساعد على جريان الدم في الشرايين، وهذا للأسف ما يجعل الأمر أكثر تعقيداً بالنسبة للمصابين بالمرض. الصدفية Psoriasis هو مرض مناعي ذاتي مزمن. وعند الإصابة به، تجدد البشرة نفسها بمعدل يقارب ثماني مرات أسرع من الطبيعي. وتقول الطبيبة باخماير "على النقيض من التهاب الجلد العصبي، فإن المصابين بها ليس لديهم بشرة جافة". ويعتقد أن أسباب هذا المرض نفسية أو جينية. ومن أعراضه أن يصبح الجلد متقشرًا شديد الإحمرار، خاصةً في المرفقين والركبتين أو أيضًا على فروة الرأس. غير أن الحكة أقل شيوعًا من التهاب الجلد العصبي. العلاج: يتطلب هذا المرض عناية مستمرة بالجلد، وينصح الأطباء بالأشعة فوق البنفسجية والمياه المالحة لكونها تخفف من أعراض الصدفية. وما لا يجب القيام به نهائيا هو تقشير الجلد وتناول اللحوم الحمراء ومشتقات الألبان، لكون أن هذه المواد تدعم الالتهابات التي يتعرض لها الجسم عموما.