على خطى عدد من الدول الأوروبية، من قبيل إيطاليا، شرعت جماعة حد السوالم منذ أيام تفعيل مبادرة، تعد أولى من نوعها على المستوى الوطني، باستعمال مياه البحر في تعقيم الأحياء والشوارع ، حيث قامت مصالح البلدية باللجوء إلى هذه الطريقة الفعالة التي قد تساهم في محاربة والقضاء على مختلف الجراثيم والفيروسات . بلدية حد السوالم رتأت استخدام ماء البحر الطبيعي باعتباره مادة فعالة وسريعة التأثير، حيث قامت بملء شاحنات صهريجية وجرارات بماء البحر بحضور السلطات المحلية التي تابعت الأمر عن كثب، لتنطلق بعدها عملية تعقيم الشوارع والأحياء وسط استحسان كبير للسكان، الذين انتظروا بفارغ الصبر تطهير مجمعاتهم السكنية، علما أنه تم اعتماد عملية التعقيم بماء البحر في إيطاليا التي تشهد هذه الأيام وقوع العديد من الوفيات جراء فيروس كورونا المستجد. وقد نصح العديد من الأطباء باللجوء إلى هذه التقنية باعتبارها أولا طبيعية مائة بالمائة، وثانيا لأنها لا تحتوي على مواد كيماوية والتي غالبا ما تكون مضرة بصحة الإنسان، ومن المنتظر أن تعمم هذه المبادرة على باقي الجماعات الساحلية، خصوصا أنها غير مكلفة وفعالة، ولا تحتاج سوى لشاحنات مصهرجة ومضخة وعدد قليل من العمال. هذا وتعتبر مياه البحر الغطاءُ المائيّ الذي يغطي سبعين في المائة من مساحة سطح الكرة الأرضية، والتي تشملُ البحارَ والمحيطات، حيثُ تتكوّن مياه البحر بشكل رئيسي من عدد من الأملاح، مثل كلوريد الصوديوم المتعارف عليه باسم ملح الطعام، بالإضافة لكلٍّ من البوتاسيوم، والمغنيسيوم، والبروم، إذ تُشكّل هذه الأملاح نسبة اثنين ونصف في المئة من مياه البحر، وتعمل على رفع درجة غليانها مقارنةً مع المياه العذبة الخالية من الأملاح، بالإضافة للأملاح، تتكوّن مياه البحر أيضاً من عدد من الغازات المذابة فيها، مثل النيتروجين، الأكسجين، وثاني أكسيد الكربون، كما تحتوي على مجموعةٍ لابأسَ بها من المواد العضوية، مثل الكربوهيدرات، والأحماض الأمينيّّة، كما تعد غنيّةً بالكربون المذاب، والضروري لعمليّة البناء الضوئي للنباتات البحريّة.