أصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الجمعة، عدة فتاوى تتعلق بمسائل مرتبطة بتبعات تفشي فيروس كورونا المستجد، وآثاره على المسلمين في عباداتهم وطقوسهم وحياتهم اليومية. وتلك الفتاوى نشرت عبر الموقع الرسمي للاتحاد الذي يتخذ من العاصمة القطرية الدوحة مقرا له، وصدرت عن لجنة الفقه والفتوى بالاتحاد برئاسة الدكتور نور الدين الخادمي، عضو مجلس الأمناء ورئيس لجنة الفقه والفتوى بالاتحاد. بخصوص الأسئلة المتعلقة بتجهيز الموتى، كالتغسيل والتكفين والدفن والصلاة عليهم، وما يحدث في البلاد غير الإسلامية كالدفن في التوابيت، وحرق الموتى في بعض الدول، قالت اللجنة إنه "إذا لم يتمكن المسلمون من تغسيل الميت مباشرة بعد أن يأخذوا بأسباب الوقاية باحتياط شديد، صبوا عليه الماء من بعيد ولو خلف ثيابه، وإن لم يتمكنوا من صب الماء من بعيد سقط الحكم، واكتفوا بدفنه مأجورين". وأما فيما يتعلق بالتكفين، بينت اللجنة أن "تكفين الميت فرض كفاية إن قام به البعض سقط التكليف عن الآخرين ويجب أن يكون ذلك بالترتيب مع الجهات الصحية دفعا لمفسدة انتقال الضرر والعدوى للغير". وفيما يتعلق بالدفن في الصندوق الخشبي (التابوت) "في حالة الخوف من انتشار الوباء أو إلحاق الضرر بالأحياء، حسب قرار أهل الاختصاص، فإن الدفن في تابوت أو كيس مغلق لا كراهة فيه، بل قد يكون الأولى شرعا، وذلك لما تقتضيه ضرورة الحفاظ على حياة المشيعين، ومنع انتقال العدوى لهم". أما ما يتعلق بمكان الدفن "فالأصل أن يدفن المسلم في مقابر المسلمين، فإن لم يتمكنوا من دفنه مع المسلمين، دفنوه في مقابر مشتركة، وإلا ففي أية مقبرة". وفيما يتعلق بحرق الموتى، قالت اللجنة: "حرق الموتى قبل دفنهم، منكرٌ، وحرامٌ في شريعتنا، لكن إن أصرت بعض الدول على حرق الجثث من دون تمييز، بسبب كثرة الموتى وخوفا من الوباء، فيجب على المسلمين أولا، أن يبينوا للدولة خصوصيتهم الدينية، وأن الحرق في شريعتهم محرم، وأن يطالبوا الدولة، بدفن موتى المسلمين بكل ما أوتوا من جهد في إطار القانون والمؤسسات الحقوقية، فإن فعلوا ذلك سقط الإثم عنهم"، وفق ما ورد في موقع "الجزيرة".