وضع خبراء اقتصاديون أيديهم على قلوبهم، خوفا من أزمة اقتصادية خانقة تلوح في الأفق على غرار ما وقع سنة 2008، في ظل تفشي فيروس كورونا واجتياحه للعديد من دول العالم، وقد بدأت مظاهر هذه الأزمة تؤثر بشكل مباشر، على انهيار أسعار النفط، والتي يتوقع أن تنخفض ما دون 40 دولارا، في المقابل مازالت أسعار المحروقات بالمغرب تراوح ثمنها المرتفع و الذي لا يوازي الانخفاض العالمي، سوى ببعض السنتيمترات، حيث ما زال سعر الدييزل يفوق 9 دراهم ، في حين سعر البنزين يتراوح ما بين 11 درهم و 12 درهم. وانخفظت أسعار النفط أكثر من 30% منذ مطلع العام، لكن العديد من الخبراء يرون أن الأسوأ لم يأت بعد في ظلّ تأثير تفشي فيروس كورونا المستجدّ على الطلب في السوق النفطي. وفي محاولة للتصدي لانخفاض الاستهلاك العالمي من الذهب الأسود، اقترحت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) التي أجرت هذا الأسبوع اجتماعاً في فيينا، على شركائها خفضاً إضافياً في الإنتاج. غير أن روسيا، الحليف الرئيسي للمجموعة، رفضت ذلك تماماً. وتسبب هذا الرفض القطعي بانخفاض سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط في نيويورك بنسبة 10%، وبرميل برنت في لندن بنسبة 9%، إلى مستويات غير مسبوقة منذ 4 سنوات. ويقضي مقترح أوبك الذي دعمته السعودية بقوة، بخفض إضافي للإنتاج ب1.5 مليون برميل حتى نهاية العام. ولإقناع حلفائها، قررت أوبك أن تطلب منهم أن يتحملوا فقط ثلث مجمل الخفض الجديد أي 500 ألف برميل يوميا. وفي ظلّ تباطؤ النمو العالمي على خلفية تفشي فيروس كورونا المستجد، يتوقع الفاعلون في السوق أن تواصل أسعار النفط انخفاضها. ويشرح جيمس وليامز من مؤسسة "دبليو تي ار جي إكونومكس" لتحليل أسواق الطاقة أن "مخاطر الانكماش قوية، وتاريخياً، يؤدي الانكماش إلى خفض أسعار النفط"، معتبراً أن استهلاك النفط العالمي سيتراجع بنحو 4 ملايين برميل في الربع الأول من العام. ويضيف وليامز "ما لم ينتعش الاقتصاد الصيني سريعاً، فإن النتائج الاقتصادية للفيروس ستتجلى في العالم أجمع، خصوصاً في أوروبا والولايات المتحدة". وقد يكون المنتجون الأميركيون أحد الضحايا الرئيسيين لانخفاض أكبر في أسعار الذهب الأسود، إذ رغم أن انخفاضاً في الأسعار قد يعزز الاستهلاك، لكنه ضار بالنسبة للشركات التي تحتاج إلى تمويل عملياتها.