شكل موضوع "تداعيات تكاثر الدلفين الأسود (النيغرو) على نشاط الصيد بسواحل الحسيمة وانعكاساته على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لبحارة الصيد الساحلي" محور ندوة نظمها الاتحاد المغربي للشغل أمس الخميس بالحسيمة. وتطرق المتدخلون خلال اللقاء إلى تداعيات تكاثر أعداد الدلافين السوداء على وضعية المصايد بسواحل الحسيمة، إلى جانب اقتراح بعض الحلول التي من شأنها التخفيف من الخسائر التي يتكبدها بحارة الصيد الساحلي بسبب الهجمات المتكررة لهذا النوع من الدلافين على شباك الصيد. وأبرز متدخلون أن خسائر البحارة بسبب هجمات الدلفين الأسود "أثرت بشكل سلبي على عائدات مراكب صيد الأسماك السطحية، خاصة السردين، وبالتالي أثرت على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للبحارة وعائلاتهم وعلى التنمية المحلية، على اعتبار أن ميناء الحسيمة يعد أكبر وحدة مشغلة بالإقليم، خاصة بعد هجرة بعض مراكب الصيد إلى موانئ أخرى". وحسب معطيات مقدمة خلال اللقاء، فقد تراجعت كمية أسماك السردين المفرغة بميناء الحسيمة خلال الفترة بين 1 يناير و 20 فبراير من 207 طنا من الأسماك خلال عام 2019، إلى 41 طنا خلال العام الحالي، خاصة مع محدودية فعالية الشباك السينية في التصدي لهجمات الدلافين السوداء. وتطرق ممثلون عن جمعيات تنشط في مجال البيئة البحرية إلى أن إيجاد حل لمشكل (النيغرو) يبدأ بضرورة محاربة الصيد الجائر واحترام قوانين الصيد والحفاظ على الموارد البحرية من التلوث والاستنزاف. وأوصى المشاركون في اللقاء بضرورة وضع رؤية شمولية للحد من ظاهرة هجمات (النيغرو)، وتشمل تمكين البحارة والمجهزين المتضررين من الاستفادة من "صندوق الكوارث" الذي أنشأته وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وتكثيف الدراسات العلمية حول تكاثر أعداد الدلافين السوداء، وسن فترة للراحة البيولوجية للحفاظ على مخزونات الأسماك السطحية مع تعويض البحارة خلال هذه الفترة. كما طالب المشاركون بالإسراع في تجريب الشباك الداعمة المعدلة، وخلق محميات خاصة بصيد الأسماك السطحية، والحد من الصيد الجائر وصيد صغار الأسماك المنتشرة بالسواحل الشرقية للحسيمة. وشهدت الندوة مشاركة بعض المسؤولين بالمندوبية الإقليمية للصيد البحري والمكتب الوطني للصيد البحري بالحسيمة والغرفة المتوسطية للصيد البحري ونقابات بحارة الصيد الساحلي والصيد التقليدي وجمعيات أرباب المراكب وعدد من المهتمين بالقطاع.