النجوم المغاربة الحقيقيون الذين يستحقون أن يتصدروا "طوندونس" اليوتوب والصفحات الأولى في المواقع الالكترونية نكاد لا نسمع عنهم شيئا، رغم أنهم يحتلون مكانة رفيعة داخل كبريات المؤسسات العلمية الأوروبية والعالمية، بل وأصبحت محاضراتهم وكتبهم تدرس في أرقى الجامعات ويشاركون في لجان تحكيم جوائز نوبل وغيرها، في الوقت الذي يجهل أسماءهم وإنجازاتهم أزيد من 90 في المائة من المغاربة. أخبارنا المغربية ستشرع في التعريف بشخصية مغربية بارزة كل أسبوع مقدمين بورتريه متكامل عنها علنا نغير ولو قليلا من مفهوم الشهرة والنجومية الذي بات مرتبطا اليوم بالغناء والعري والتفاهة. أخبارنا المغربية : المهدي الوافي حلقة اليوم من سلسلة "فخر المغرب" سنخصصها للتعريف بأحد أبرز العلماء العالميين في مجال علم الأعصاب والذي نفخر جميعا بكونه مغربي المولد والجنسية، ويتعلق الأمر بعبد الجبار المنيرة، ابن حي العكاري بالعاصمة الرباط، حيث ولد سنة 1965، وتلقى تعليمه الأساسي والجامعي بالمغرب إلى أن حصل على الإجازة في البيولوجيا من جامعة محمد الخامس بالرباط سنة 1988 قبل أن يتوجه إلى فرنسا حيث حصل على دبلوم الدراسات المعمقة ثم على الدكتوراه في علم الأعصاب من جامعة إيكس- مارسيليا. عبد الجبار المنيرة وبفضل انكبابه على طلب العلم وتعمقه في المجال الذي اختاره، تمكن من شغل مناصب علمية هامة جدا بجامعات مرموقة، إذ عمل أستاذا مبرزا ومديرا لمختبر بيولوجيا الأعصاب للحركات في معهد كارولينسكا التابع لجامعة الطب في ستوكهولم منذ سنة 1992، كما تولى منصب مدير مدرسة الدراسات العليا في علم الأعصاب ومختبر علم أعصاب الحركات. ويشغل العالم المغربي أيضا منصب مدير مختبر "موفمنت ديزوردرز" (اضطرابات الحركة) في معهد "براين ديزوردرز" (اضطرابات الدماغ) التابع لجامعة الطب في بكين، بالإضافة إلى عضويته في عدة وكالات للأبحاث في الولاياتالمتحدة وأوروبا وهيئات تحرير عدد من المجلات والجرائد العلمية. مساره المهني الحافل هذا دفع الأكاديمية الملكية السويدية إلى اختياره سنة 2015 كعضو في اللجنة العلمية التي تمنح كل سنة جوائز نوبل، ليكون بذلك أحد العلماء العرب القلائل جدا الذين نالوا هذا الشرف. وكاعتراف بإنجازاته وباهتمامه الدائم بإفادة المغرب ووضع معارفه وخبراته رهن إشارة المملكة، وشحه الملك محمد السادس سنة 2010 بوسام المكافأة الوطنية من درجة قائد خلال احتفالات عيد العرش .