تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان والدفاع عن كرامته وحريته وانعتاقه من بطش المتجبرين والطغاة والشاردين والظالمين للإنسان. جفت أقلام المغاربة وجف الريق في حناجرهم وخفتت أصواتهم من شدة الصراخ والعويل على مبادئ أساسية وبسيطة لحقوق المغاربة داخل وطنهم. نحن لا نطالب بالرفاهية وتوزيع خيرات البلاد بالعدل والعيش بكرامة. ونيل الحقوق بعد آداء الواجبات. هذا أمل معلق إلى حين. بل نطالب بالحق لأبنائنا ان يلجوا التعليم لمحاربة الجهل تعليما يليق بهم ينمي عقولهم ويهذب أخلاقهم ويصقل مواهبهم. تعليما يحميهم من التشرد والحرمان ويبعدهم عن الاستغلال المبكر لسواعدهم. بأي حق نطالب وملايين أبنائنا خارج أسوار المؤسسات التعليمية يملؤون الشوارع والأسواق والمقاهي ويتسكعون في الطرقات. جيوش وقنابل موقوتة تلفظها مؤسساتنا التعليمية كل سنة. بأي حق نطالب وأبناؤنا يموتون بالجوع والبرد والأمراض في الجبال وتجرفهم مياه الفياضانات وتلفظهم البحار موتى ومفقودين. بأي حق نطالب وعائلات الأسرى تكوى بنار الفراق أسرى قانون الإرهاب الذي حصد عشرات السلفيين داخل السجون فيهم البريئ والمسيئ. ولم لم تتم المصالحة معهم مصالحة اجتماعية ودينية وتربوية ومصالحة مع الذات وهو الشعار الذي تبنته الإدارة العامة للسجون في إعادة تأهيل السجناء وحفظ كرامتهم كما دعت كل السلطات العليا إلى ذالك. وخاصة هناك تيار داخل الحكومة يمكنه تنوير فكرهم والتعاطف معهم وتفهم انزلاقات من غرر بهم . بأي حق نطالب ونار تحرق عائلات أسرى الاحتجاجات ومناهضي الفساد. والمفسدين ينعمون بما غنموا. زاد عددهم وكثر وسطاؤهم ومعاونيهم من داخل جهاز الدولة وخارجه. وتوغلوا في دوالب السلطة بل أصبحوا سلطة داخل السلطة. بأي حق نطالب وهناك من يريد وأد الصحوة والوعي السياسي والاجتماعي في بلدنا. بأي حق نطالب وبناتنا لازالت تكوى بالنار داخل البيوت كخادمات ويتم اغتصابهن. ممن نطلب الحق وحكوماتنا لازالت تناهض رجال التعليم والصحة وتلاحقهم بالهراوات والمحاكمات وتلاحق المواطنين بالقذف والنعوت علنا بالمداويخ والجهلاء. يكفينا حقنا في الهواء دون الماء ويكفينا حقنا في الغداء دون الدواء ويكفينا حقنا في الوطن دون المال والعمل ويكفينا حقنا في الحدائق التي أصبحت تباع للمنعشين العقاريين من جهلاء يسيرون الشأن العام. ويغضون الطرف عن أدنى حق للمواطن في السكن وهو شجرة تصفي رأته لكل شقة كما هو منصوص عليها في قانون التعمير.