تمتلئ المتاجر ويزدحم الإنترنت بملايين المتسوقين، خلال إجازة نهاية الإسبوع التي تتبع عيد الشكر من كل عام، لشراء سلع متنوعة، خاصة المعروفة بارتفاع أسعارها، بأقل أسعار ممكنة. وبالرغم من الإقبال الكبير من جانب المتسوقين على الشراء خلال ما يُعرف ب"الجمعة السوداء"، كل ما يعرفه كثيرون عنها هو فقط ارتباطها بالتسوق استعداداً لأعياد الميلاد. بدأت حكاية "الجمعة السوداء" بأزمة اقتصادية ضخمة، عندما قام خبيرا المال الأمريكيان جيم فيسك وجاي غولد بشراء كمية كبيرة من الذهب أملاً في تحقيق أرباح ضخمة من خلال بيع الذهب لاحقاً بعد ارتفاع سعره، وفقاً لما نشره موقع "ديلي تلغراف". وفي الرابع والعشرين من سبتمبر/ أيلول عام 1869، انهار سوق الذهب الأمريكي، وسمي هذا الانهيار، الذي بدأ يوم جمعة، بالجمعة السوداء، ما دفع فيسك وجاي لإعلان إفلاسهما. أيضاً، وفي وقت كانت السجلات التجارية تُكتبه فيه باليد، كانت الأرباح تُكتب باللون الأسود، بينما تُكتب الخسائر باللون الأحمر. ولذا، فإن الجمعة السوداء قد تدل أيضاً على الأرباح التي تحققها الشركات خلال موسم التنزيلات هذا بسبب الإقبال الهائل على الشراء. وفي خمسينيات القرن الماضي، بدأ ضباط الشرطة بمدينة فيلادلفيا الأمريكية بإطلاق اسم "الجمعة السوداء" على الفترة التالية لعيد الشكر، بسبب الزحام والفوضى الناتجين عن الأعداد الكبيرة من المتسوقين والسائحين الذين يزورون المدينة، ما منع الضباط من الحصول على إجازات وأجبرهم على العمل لعدد ساعات أطول. لكن ظاهرة التسوق التالي لعيد الشكر بدأت قبل ذلك بأكثر من عشرين عاماً، حيث أقبل الكثيرون على الشراء، حتى أن الرئيس الأمريكي السابق فرانكلين روزفلت قرر في عام 1939 تقديم الاحتفال بعيد الشكر لإسبوع كامل أملاً في أن تنعش المبيعات الاقتصاد الأمريكي حينها. وبدأت الجمعة السوداء في الانتقال إلى دول أخرى حول العالم، وفي مقدمتها المملكة المتحدة، لتتجاوز حجم مبيعات ذلك الحدث التسوقي الضخم بالولايات المتحدةالأمريكية وحدها ستة مليارات دولار أمريكي في عام 2018. يمكنك الاستمتاع بعروض الجمعة السوداء حالياً في عدة دول، مثل ألمانيا وفرنسا والنرويج وكندا والبرازيل ورومانيا والهند والمكسيك والإمارات. ولا يمكن شراء السلع المعروضة خلال الخصومات عن طريق الذهاب بنفسك للمتاجر فقط، حيت تقدم العديد من المتاجر عروضها عبر الإنترنت، ولكن في المقابل يحجم عدد من المتاجر عن المشاركة في الجمعة السوداء.