يبدو أن تنامي المد اليميني المتطرف بإسبانيا سيكون وبالا على المهاجرين المغاربة العاملين هناك سواء الدائمين منهم أو الموسميين الذين يقصدون حقول الجنوب الإسباني لجني الفراولة بالخصوص لمدة تتراوح ما بين 4 و 6 أشهر كل سنة. فبعد أن استقبلت المزارع الإسبانية سنة 2019 ما يقارب 17 ألف عاملة زراعية مغربية، باتت حظوظهن في العودة إلى عملهن السنة الماضية ضئيلة جدا بسبب الحملة التي أطلقها حزب "فوكس" والهادفة إلى إغلاق الباب في وجه كل العمال الأجانب، والذين يشكل المغاربة غالبيتهم. المبرر الذي يسوقه اليمينيون لتبرير "عنصريتهم" هو تواجد ما يزيد عن 55 ألف عاطل إسباني في المناطق التي تستقطب العمالة الموسمية، وبالتالي فإن الأولوية ستكون لهم حسب مطالب "فوكس"، متناسيا أن هؤلاء الذين يدافع عنهم يرفضون في الغالب العمل في الحقول لكونه عمل "حقير" حسب رأيهم، وحتى إن قبلوا، فإن المقابل المادي يكون أكبر بكثير مما يتقاضاه الأجانب، وهو ما يرفع تكلفة الإنتاج ويضر كثيرا بتنافسية المنتجات الفلاحية الإسبانية.