طالعتنا وسائل الإعلام أمس الأربعاء، بخبر تعرض سائح أجنبي لإعتداء خطير من طرف شابين مزقوا وجهه بالسلاح الأبيض، بالمدينة العتيقة بمراكش،خبر بات يتكرر كل مرة، بل وتتسع دائرته أكثر وأكثر. الولوج لأحياء المدينة العتيقة، و بالضبط لأحياء معروفة بإقبال السياح عليها كدرب ضباشي المحاذي للساحة، وسيدي بولعبادة وبنصالح، ومجالسة تجارها، و الاستماع لروايات رعب غير مسبوقة، وحكايات اعتداء متواترة تطال سياحا وسائحات بل وأجانب اختاروا الإقامة بهاته الأحياء وسط المغاربة بحثا عن دفء إجتماعي ربما افتقدوه في بلدانهم الأصلية... سعيد تحدث لنا عن الفرنسية التي خرجت، ككل صباح، بحثا عن "البوتي بان أو شوكولا" لإفطارها قبل أن تفاجأ بشخص يهاجمها ويكسر يدها ويسلبها مبلغا بسيطا كان بحوزتها... اعتداء تكرر وطال فرنسية أخرى في ظرف أيام... ما نشر حالة رعب وسط هؤلاء بل ودفع بعضهم للبحث عن مشتر ل"رويضاتهم" وإن بأسعار أقل بكثير مما دفعوه... روايات أخرى من رشيد ولد درب الدولة والذي تحدث لنا عما يتعرض له سياح وسائحات أمام أعين الجميع... مرشدون غير قانونيين يعترضون طريق السياح والوجهة المفروضة والإجبارية هي "دار الدباغ"، أما غيرها كمتحف دار سي سعيد أو مدرسة بن يوسف فهي مغلقة أو تنظف أو في إطار تهيئة ولا يمكن زيارتها كما يقولون، وبدار الدباغ المعزولة ابتزاز لا سابق له... بَلْغةٌ يصل ثمنها ل400 درهم ولربما أكثر، وعرض مغلف بتهديد لا يجد السائح أمامه إلا الدفع... أما يونس الفاعل الجمعوي فبدا حزينا وهو يروي لنا بضع روايات أخرى لا تختلف كثيرا عن سابقاتها.. شباب يُتوِّه سياحا وسائحات، ويسلمهم زيد لعمرو.. قبل أن يتم ابتزازهم.. جعبة تتعالى يوما عن يوم لدى الكل.. العطار والمطعم والفندق والبازار.. لا صوت يعلو فوق صوت الجعبة.. وزطي وزطك.. سياح يفرون أحيانا بجلودهم ليستنجدوا بأحد المحلات من لصوص ومتحرشين ومرشدين غير قانونيين وجوههم لا تبشر بخير أو كما يسمون باللهجة المحلية "وجهو"...
المهم، ممارسات تهدد قطاعا بأكمله في ظل منافسة إقليمية ودولية شرسة، توفر عروضا ربما أرخص وأكثر أمانا والأمان "compte le plus"... تهدد قطاعا مُشغلا بامتياز خصوصا بمدينة السبعة رجال.. قطاعا يعتبر عجلة محركة لقطاعات أخرى عديدة... تهدد مصالحنا الوطنية ومصالح مواطنينا ما يستلزم من الجهات المسؤولة سلطات ومجتمعا مدنيا ومواطنين تكثيف الجهود واستحضار المصلحة الوطنية بعيدا عن خطاب "راسي يا راسي" أو "أنا وبعدي الطوفان" لأن الطوفان عادة لا يميز.. والخسائر تكون دائما فادحة وفوق التصور...