استنفرت “تدوينة” لسائح من أوروبا الشرقية نشرها على شبكة “إنستغرام”، يوم أول أمس الأحد، عناصر فرقة الشرطة السياحية التابعة لولاية أمن فاس، حيث اتهم السائح وصديقته الحاملان للجنسية البولونية، شخصين بابتزازهما في مبلغ مالي، وذلك خلال زيارة السائحين للمدينة القديمة لفاس. وكشف بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، أن عناصر فرقة الشرطة السياحية بفاس، تمكنوا من الوصول إلى الشخصين المشتبه بهما، حيث أوقفتهما الشرطة زوال يوم أول أمس الأحد، فيما أظهرت المعطيات الأولية بحسب ذات بلاغ الأمن، أن الأمر يتعلق بشاب يزاول الإرشاد السياحي بدون رخصة، سبق له أن اعتقل من أجل هذه التهمة، والثاني شخص من ذوي السوابق في جرائم الضرب والجرح. وأوضح بلاغ الشرطة، أن وصول الشرطة لاعتقال الشخصين المشتبه بتعريضهما للسائحين البولونيين لعملية ابتزاز مادي، جاء اعتمادا على شريط فيديو نشره السائحان على شبكة “إنستغرام”، يوثق لما تعرضا له على يد الشخصين، وذلك خلال محاولة السائحين الولوج إلى أحد المواقع السياحية بالمدينة العتيقة لفاس، وهو ما مكن المحققين من تحديد هوية المشتبه بهما، اللذين يظهران في الفيديو وتوقيفهما، حيث وضعا بأمر من النيابة العامة تحت تدابير الحراسة النظرية لدى الشرطة القضائية لولاية أمن فاس، وإخضاعهما للبحث التمهيدي قبل تقديمهما أمام وكيل الملك بتهمة “الابتزاز”، و”السب والقذف”، فيما سيواجه المرشد السياحي بدون رخصة، تهمة إضافية تخص “انتحال صفة ينظمها قانون مهنة الإرشاد السياحي”، تورد مصادر “أخبار اليوم”. من جهته، قال مصدر قريب من الموضوع للجريدة، إن الموقع السياحي الذي تحدث عنه بلاغ المديرية العامة للأمن الوطني، يخص “دار الدبغ” بحي “الشوراة” الأثري بقلب المدينة العتيقة، حيث تعرف هذه الدار التي يشتغل بداخلها عدد من “الدباغة” في صناعة جميع أنواع المنتجات الجلدية التقليدية، (تعرف) يوميا وصول عدد من السياح الأجانب والمغاربة، والذين يلجون الدار للاطلاع عن كثب على عمل “الدباغين” والوسائل التقليدية التي يستعملونها في الصناعات الجلدية، وهو ما حصل مع السائحين البولونيين، يضيف ذات المصدر، لما زارا فاس في ال22 من شهر مارس الماضي، وقصدا “دار الدبغ”، لكنهما فوجئا بشخصين يطالبانهما بأداء مبلغ مالي قبل السماح لهما بالولوج، وهو ما رفضه السائحان بحجة أنهما علما من أصدقاء لهما سبق لهم زيارة المكان، بأن زيارة هذه الموقع السياحي مجانية، حيث دخل السائحان في نقاش مع المرشد السياحي غير المرخص وصديقه، فيما تمكن السائح البولوني من توثيق ذلك في شريط فيديو، صوره بدون أن ينتبه إليه الشابان المغربيان. خلال عودة السائحين البولونيين إلى بلدهما، قام أحدهما نهاية الأسبوع الماضي بنشر “تدوينة” على شبكة “إنستغرام”، كتب فيها “هكذا يكسبون المال من لا شيء”، فيما أرفق “تدوينته” بالفيديو الذي صوره في ال22 من شهر مارس الماضي خلال زيارة السائحين ل”دار الدبغ” بفاس العتيقة، حيث يظهر في “الفيديو” الذي اطلعت عليه الجريدة وحقق مشاهدة قياسية على مواقع التواصل الاجتماعي، مما عجل بتحرك مصالح الأمن المغربية لاعتقال المشتبه بهما، (يظهر في الفيديو) الشابان اللذان أوقفتهما الشرطة زوال أول أمس الأحد، وهما يطلبان من السائحين مبلغا ماليا قبل السماح لهما بولوج “دار الدبغ”، لكن البولونيين رفضا، فرد عليهما الشخصان بالسب والقذف، ومنعاهما من ولوج الموقع السياحي الخاص بالدباغين، بحسب ما أظهره شريط الفيديو المصور من قبل السائح البولوني، فيما أوضح مصدر قريب من الموضوع، بأن الشابين اللذين يظهران في الفيديو، هما عاملان بدار “الدبغ”، حيث اعتاد عمال الدار على طلب مساعدات مالية من السياح مقابل مرافقتهم في زيارة موقع الدباغين والتقاط صور لهم، فيما نفى ذات المصدر ما ورد ببلاغ إدارة الحموشي، والتي قدمت الشابين الموقوفين على أن أحدهما مرشد سياحي، والثاني من ذوي السوابق القضائية في جرائم الضرب والجرح.