بمناسبة زيارة السيد "الحبيب المالكي" رئيس مجلس النواب لجمهورية ايرلندا بدعوة من نظيره رئيس جمعية الجمهورية الايرلندية، استقبل يوم أمس الخميس 20 يونيو2019 بالقصر الجمهوري بدبلن، من طرف فخامة رئيس جمهورية إيرلندا، السيد مايكلدانييل هيغنز Michael D. Higgins ، وذلك رفقة سفير صاحب الجلالة بأيرلندا السيد لحسن المهراوي. خلال هذا اللقاء المهم أشاد السيد الحبيب المالكي بحفاوة الاستقبال وصدقه من طرف المسؤولين الأيرلنديين، معبرا عن امتنانه لفخامة الرئيس للقائه، ومعتبرا ان هذا الاستقبال يعكس تقدير جمهورية إيرلندا للمملكة المغربية. كما تقدم السيد المالكي بتهنئة فخامة الرئيس على تجديد الثقة فيه بنسبة عالية من طرف الشعب الايرلندي، "وهي ثقة تعكس قيمة القائد المثقف ورجل الدولة عند مختلف فئات المجتمع الايرلندي". وفي جانب آخر بسط رئيس مجلس النواب المشاريع التي تم إطلاقها بالمملكة، لا سيما في المجالات المؤسساتية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والدبلوماسية، من اجل تعزيز التضامن المجتمعي وتثبيت المسار الديمقراطي والتنموي للبلاد، مبرزا الاهتمام الذي يوليه جلاله الملك محمد السادس نصره الله للتعاون جنوب-جنوب وأساسا بين دول القارة الافريقية بما يعود عليها من منفعة متبادلة وتكامل إقليمي. وأطلع السيد المالكي فخامة الرئيس Michael D. Higgins على خلاصات اللقاءات التي جمعته مع نظيره بجمعية الجمهورية والمسؤولين الحكوميين مؤكدا أنه لمس الرغبة الأكيدة من الجميع في تقوية العلاقات المغربية الأيرلندية اقتصاديا، تجاريا، ثقافية وعلميا. كما توجه بالشكر لفخامته على الموقف الرسمي لجمهورية ايرلندا لدعمها جهود الاممالمتحدة لتسوية النزاع المفتعل بالصحراء المغربية. من جهته رحب فخامة الرئيس الإيرلندي السيد Michael D. Higgins بزيارة السيد الحبيب المالكي والوفد المرافق له لجمهورية ايرلندا، معتبرا انها مبادرة مهمة لتقوية العلاقات المؤسساتية وتبادل الآراء والمقاربات، ومعبرا عن إعجابه الكبير بالإنجازات التي حققها المغرب تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس حفظه الله سواء بالمغرب أو بإفريقيا. وأوضح الرئيس الإيرلندي بانه متشبث بشدة بكل ما يتعلق بإفريقيا والدفاع عن غناها التراثي بتعدده وتنوعه، ويعتبر أن إفريقيا بحاجة إلى مجهودات متواصلة من أجل صونها والدفاع عن مصالحها، باعتبارها محور مجموعة من القضايا الحساسة وفِي مقدمتها التغيرات المناخية وتأثيراتها على الأمن الغذائي والهجرة كذلك. وبخصوص ملف الوحدة الترابية للمملكة والنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، أكد فخامة الرئيس انه لا سبيل إلا سبيل الحوار المباشر البناء، وأنه يدعم لقاءات جنيف من أجل التوصل الى الحل تحت رعاية الأممالمتحدة. وكان السيد الحبيب المالكي قد التقى في نفس اليوم بالسيد Simon Coveny نائب الوزير الاول وزير الشؤون الخارجية، حيث نوه السيد المالكي بدعم نواب ايرلندا بالبرلمان الأوربي لاتفاقيتي الصيد البحري والقطاع الفلاحي بين الاتحاد الأوربي والمملكة المغربية، وتشبت الجمهورية بقرارات مجلس الأمن وجهود الاممالمتحدة في القضية الوطنية، كما حيا رئيس مجلس النواب بشدة دعم ايرلندا المتواصل لنصرة القضية الفلسطينية التي تعبر قضية محورية عند المغاربة بقيادة جلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس. وذكر رئيس مجلس النواب بمبادرات جلالته لخدمة القضية سواء رسالته الى واشنطن الرافضة لقرار الرئيس الأمريكي بتحويل سفارة الولاية المتحدة بإسرائيل الى القدس، ونداء القدس الموقع من طرف جلالة الملك وبابا الفاتيكان. كما أخبر السيد المالكي السيد الوزير أنه فاتح وزير العدل والحريات حول أهمية دراسة تسهيل تنقل الأشخاص عبر تسهيل مسطرة التأشيرة في أفق تعزيز التعاون الثنائي عشية تدشين سفارة الجمهورية الأيرلندية بالرباط. من جانبه أكد السيد Simon Coveny نائب الوزير الاول وزير الشؤون الخارجية الإيرلندي، ان الموقف الرسمي لإيرلندا من النزاع المفتعل بالأقاليم الجنوبية للمغرب هو دعم مجهودات الأمين العام للأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي، وان المملكة المغربية شريك استراتيجي مهم للجمهورية، مشيرا الى ان هناك مجالات لتقوية شراكة ثلاثية متكاملة، تجمع الاتحاد الأوربي والمغرب وافريقيا، خاصة بتوافر إمكانيات هائلة لتجسيد هذه الشراكة على مختلف الاصعدة التجارية والاقتصادية. وبخصوص القضية الفلسطينية، وأخذا بعين الاعتبار للمكانة الاستراتيجية للمملكة المغربية ورئاسة صاحب الجلالة للجنة القدس، دعا المغرب للمشاركة في مجموعة التفكير التي احدثتها دبلن بمشاركة بعض البلدان العربية والاوروبية من اجل التفكير في إطلاق مسلسل سلام جديد بالمنطقة على أساس الحقوق التاريخية. وبخصوص ملف التأشيرة أعرب السيد الوزير عن تفهمه للموضوع مؤكدا انه سيشارك في مراسيم افتتاح سفارة جمهورية ايرلندابالرباط قريبا وستكون مناسبة سانحة من اجل التباحث في مختلف القضايا ذات الصِّلة.