لقد اصبحت العدالة و التنمية من الذين قال فيهم الله عز وجل -- الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور--.وما يجمعنا في هذه الاية الكريمة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لان الصلاة والزكاة تخص الفرد واما الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فهما الركنان الاساسيان في اصلاح المجتمع كلما كثر المعروف قل المنكر والعكس صحيح كلما كثر المنكر قل المعروف.......... والملاحظ ان الفرح الذي اشعل شوارع المغرب بالزغاريد والزهو والرقص لم يكن فرحا دائما وانما فرح طارده الشقاء وفرح خنقه الخوف وفرح يواكبه خيبة الامل ..................... انتهى الفرح وبدء القرح .القرح في المنكر الذي استشرى كالسرطان في جسم الامة. القرح في الظلم الذي طال العباد وغياب العدل الذي امر به الله سبحانه-- ان الله يامر بالعدل و الاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكروالبغي لعلكم تذكرون--. القرح في الفساد الذي عم البلاد والشعارات التي رفعت انذاك ضد الفساد ما كانت الا لذرالرماد في العيون لان الفساد الاول والكبير في اغلب المشاركين في الانتخابات واما المقاطعون فلم يكونوا لا في البرلمان ولا في الحكومة. القرح في الاستبداد الذي اطبق على العباد والبلاد منذ سنين ولا زال يسيطر على الاوضاع بتزكية الدستور الذي تغيرت ملامحه ولم تتغير مضامينه دستور نص على كثير من الامور التي لا تغير من الواقع الا الديكور .كل السلطات بيد نفس الاشخاص و المنع لكثير من الاصوات المعارضة للاستبدادوالقمع لكثير من الحناجر الساخطة على الفساد. القرح في محاكمة الكثير من المغاربة علماء(السيد النهاري) وناشطين من حركة 20 فبراير.. اما القمع فزبانية النظام وكانهم لم يخلقوا الا لذاك التعذيب و التقتيل -- اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء-- القرح مع المعطلين طول الحياة والمرضى الذين يئنون في الشوارع واما المستشفيات..الكل يعلم مرض الممرضين والممرضات والاطباء والمسيرين--ادفع بالتي تجود به الجيوب ولا عليك انك باعيننا.واماالمساكين فازواجهن يلدن في الطرقات او الطاكسيات. القرح مع الفقراءو مديونية النظام وسوء التسيير والتدبير في جميع القطاعات والمراكزالادارية. والقنصليات باوروبا تشكو لربها العظيم الوسخ والزبالةفي كل المرافق والصخب في المكاتب. والقرح الكبير وليس هو الاخير قرح القضاة الذي لم يكن لهم في يوم ما الوقت للبث والبحث في قضايا الناس همهم الوحيد و الاوحد وهو الثراء ثم الثراء ثم الثراء....الخ اخواني في العدالة والتنمية نخاف منكم لعل السلطة قد تنقلب في ايديكم بالتسلط ونخاف عليكم من هذا البحر الذي دخلتموه نخاف عليكم من مكر النظام ودسائس العلمانين الذين لا يرقبون فيكم ولا فينا الا ولا ذمة.والفنانون الذين يريدون طمس دين الله باسم الحرية الفاسدة. كنت اتمنى لو تريثتم قليلا حتى تدخلون باغلبية ساحقة وتاخذوا كتاب الله بقوة وتنشروا العدل والمساوات بين الناس اجمعين ويظهر الحق ثم تتولد المحبة والاخوة والتعاون في سبيل الله على البروالتقوى. كنت اتمنى ان تعرض عليكم السلطة وترفضونها كما رفضها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لان فوزكم سوف يعرضكم الى الفشل الذريع وخيبة الامل واعلموا ان الاصوات التي صوتت لكم ليست كلها لكم بل هي عليكم لاول زلة اوسقطة تنفض من حولكم وتنتفض عليكم. كم كنت اتمنى لو وجد من بيننا عبد الرحمان الكواكبي الثاني الذي يفسر ويوضح من جديد الاستبداد و مخاطره لان الشعوب تتجاوب في هذه المرحلة مع التغيير الحقيقي لا الشكلي والكثير لايفهم اسقاط الاستبداد ولا يدرك مكامن الفساد. ولا يغتر اخوتنا في العدالة والتنمية ان فوزهم ليس هوفوز النهضة في تونس وليس هوانتصار الثوار في ليبيا ولا مصر.....انما هوفوزلم يؤهلكم لدخول القصر رافعي الراس ولم يسمح لكم بتشكيل حكومة ذات مصداقية وكل ما في الامرستكون بعض الديكورات والتغييرات التي لاتسمن ولا تغني من جوع ولن يبقى لكم سوى باب الاستقالة لتردوا ماء وجوهكم امام الشعب اوتوبة الى الله سبحانه وهو التواب الرحيم. والسؤال الذي يجب طرحه هل العدالة والتنمية فكرت في حقيقة الوضع الاجتماعي المضطرب والخلل الاقتصادي المتردي والتشاءم السياسي....اظن انها اجبرها الزمن على اختيار برنامج ما ولم يسعفها الحظ على الاطلاع الكامل والدقيق على ما يجري فوق البسيطة السياسية دخلت المعركة الانتخابية ولم تبالي بمردوديته او صلاحه او طلاحه وارتئت ان الايجابيات في المشاركة لمسح الماضي المتازم مع النظام والقصر وحذف كل الاتهامات الملصقة والملفقة لتصوراتها ورؤيتها للتغيير ولم تر باسا في اصطفافها مع الاستبداد الى ان تتمكن في الارض لعلها تجدموطنا خصبا وتصنع لها قدما راسخا وسط الطاحونة السياسية التي لا تقبل الا من يساندها ومن يرفل في فلكها ولا يخرج عن طاعتهاوتجاهلت-ولا تركنوا الى الذين ظلموا-. الم تكن تعلم العدالة والتنمية ان الاقتصاد العالمي كاد ان يتوقف من بعد الحروب التي شنها الاستكبار العالمي في العراق في افغانستان في يوغوزلافيا وفي فلسطين الجريحة.واموال الشعوب هدرت ونهبت وهاهو الان الاستكبار العالمي اصبح حرجا اعرج لا يقوى على الحروب فشل في القضاء على حزب الله مع اسرائيل وفشل في ايقاف ايران عن برنامجها النووي وفشل الفشل الذريع في التدخل في سوريا ووضع حد للمجازر واصبح يمطرنا بتصريحات ويماطلنا بلقاءات ومؤتمرات لا تسمن ولا تغني من جوع. يا له من عار على جبين كل حي في العالم الا المستضعفين الذين لا حول لهم ولا قوة. والعجب العجاب لا ندري ماذا يريد الاستاذ بنكيران بذكر الملك في كل وقت وحين بمناسبة او
اوغير مناسبة والتزلف والاعتذار في غير محله.(في ما يخص الملك كشخص وكانسان اتاه الله الملك نريده ان يكون منا ونحن منه--يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم-- ملك يحبنا ونحبه ونحبه وان يكون من اهل الخير والعدل والحق ويجمع اهل الصدق والعلم والعاملين لخيرالامة الاسلامية والشعب المغربي الذي عانى الامرين سنين القمع والسجون. ولا يجمع الزنادقة والسماسرة والخونة معه(لهم الحق في الوطن وليس لهم الحق في الافساد) لماذاتسرع الاستاذ بنكيران كما كان دائما متسرعا ولا زال ولم يجد من يوقفه حتى تتكون لديه الرؤية. الثاقبة والتصور الناضج والقوة السليمة والصحيحة حتى يحقق ما ينبغي للشعب المغربي المغلوب على امره.انه في وضع لا يحسد عليه فان تحسنت الاوضاع فالكبراء هم المستفيدون وان تازمت فيكون قد ساهم في تاخير المشروع الاسلامي والحركات الاسلامية الى اجل غير مسمى.ولا نقبل منه ومن العدالة ان يقولوا لنا انها تجربة لاننا لسنا في مختبر فالمؤشرات كلها كانت واضحة للبسطاء فما بالك بالعلماء والاطباء والخبراء. وفي الختام كان على السيد بنكيران ان يعلم كل هذه الامور والمشاكل وهموم الشعب او كان الاولى ان يتعلم دروب وحروب السياسة وطرق الحصول على السلطة التي تمكنه من العمل لصالح الشعب وارضاءه وليس لارضاء الاسياد الذين قد يقدفون به في يوم ما خارج اللعبة الديمقراطية المزعومة وفي يوم لا ينفع الندم.