بعد مرور 130 عاما على بداية العمل بها، قرر علماء القياس في العالم التوقف عن استخدام الكيلوغرام حيث صوت العلماء خلال المؤتمر العام للأوزان ووحدات القياس، والذي عُقد في مدينة فرساي الفرنسية بنهاية العام الماضي، على استبدال الكيلوغرام بوحدة قياس جديدة أكثر دقة في حساب الوزن. علم القياس هو الذي يحدد معدل الصواب والخطأ في عمليات حساب الطول والكتلة والزمن كعناصر أساسية يتم على أساسها حساب حجم ومساحة وقدرة العناصر والأشياء المختلفة في عالمنا. ويجب أن تتسم وحدات القياس بالدقة والثبات، وهو ما يتحقق من خلال تحديد وحدة القياس بما يتفق مع قوانين الطبيعة. لكن أربع من وحدات القياس المُستخدمة حول العالم، غير قائمة على ثوابت فيزيائية وطبيعية وهي، الأمبير لقياس التيار الكهربائي، والكلفن لقياس درجة الحرارة، والمول لقياس كتلة الذرات المكونة للمادة، والكيلوغرام لقياس الوزن، وهو ما دفع علماء القياس العام الماضي إلى الاتفاق على التوقف عن استخدامها. ومنذ عام 1879، يتم حساب الكيلوغرام بما يساوي بالضبط وزن جسم اسطواني مصنوع من مادتي البلاتينيوم والإيريديوم، ومحفوظ بعناية في العاصمة الفرنسية باريس. وفقا للمعهد الوطني للقياسات والتكنولوجيا بالولايات المتحدة، فإن الاعتماد على أجسام من صنع الإنسان يتسبب في مشكلة فيما بعد نتيجة لما يلحق بها من تغير بمرور الزمن. ذلك بالإضافة إلى الحاجة إلى قيام دول العالم بإرسال نماذج من وحدات القياس المستخدمة في كل منها إلى العاصمة الفرنسية لمقارنتها بالجسم الاسطواني المحفوظ هناك. وتعتمد وحدة القياس الجديدة على حساب الكيلوغرام من خلال قياس ما يعادله من طاقة كهربائية، وفقا لشرح صحيفة الجارديان البريطانية. ويقول تيري كوين، مدير المكتب الدولي للأوزان ووحدات القياس، لموقع ساينس-أليرت: "حساب وحدات القياس بالاعتماد على ثوابت طبيعية يجعلها تتسم بالاستمرارية ويسمح باستخدامها عالميا". ويضيف: "ستفتح الوحدة الجديدة الطريق أمام تحسن صحة عمليات القياس وزيادة دقتها ومضاعفة القدرة على حساب الكميات سواء الكبيرة جدا أو الصغيرة جدا بشكل صحيح". وتدخل وحدة القياس الجديدة حيز الاستخدام بداية من اليوم الموافق العشرين من شهر مايو، دون تأثير يُذكر على تفاصيل الحياة اليومية حيث أن التأثير الحقيقي سينحصر على العلماء والباحثين فقط.