أن يطالب الناس بتجويد خدمات حافلات النقل الحضري وتوفير أسطول كاف من الحافلات قادرة على تلبية احتياجاتهم في مجال التنقلات، فإنه يبقى مطلب مقبول ومحترم، ولكن الشيء الذي لا يقبله لا المنطق ولا العقل هو أن يعمد جزء من هؤلاء الناس إلى الاعتداء على الحافلات المتوفرة بالتخريب والتكسير والتهشيم وتشويه جماليتها ورونقها وعرقلة كل الجهود الرامية إلى تطوير وتجويد خدماتها، وهذه الحالة تنسحب على حافلات مدينة فاس التي تتعرض في كل مباراة كروية إلى مجزرة حقيقية حيث يصل عدد الحافلات المخربة في مباراة واحدة أحيانا إلى أكثر من 40 حافلة، ويكفي في هذا الصدد أن نستحضر المجزرة التي تعرضت لها بعض الحافلات خلال المباراة الأخيرة التي جمعت بين الاتحاد الرياضي الفاسي واتحاد الخميسات المركب بالرياضي بفاس بعد زوال يوم السبت المنصرم 27 أبريل 2019، حيث عمد العشرات من الأشخاص المحسوبين على الجمهور الرياضي إلى خلق حالات من الفوضى والشغب واستهداف حافلات النقل الحضري والممتلكات العامة والخاصة عقب انتهاء هذه المباراة وقبل بدايتها في أماكن متفرقة. هذا وقد تمت معاينة العشرات من اليافعين والقاصرين يتواجد ضمنهم العديد من الشباب العشرينيين وهم يعمدون إلى تخريب حافلة للنقل الحضري تخريبا كليا والصعود على أسطحها وتكسير أبوابها وواقياتها الزجاجية واقتلاع إطارات نوافذها وكراسيها في مشاهد أثارت غضب واستياء المارة والمواطنين الذين عبر العديد منهم عن ضرورة ردع هؤلاء المخربين بأقسى أنواع الردع والزجر. وتشير التقارير المنجزة من طرف المتتبعين وعدد من المتدخلين أن هذه السلوكات المشينة والأفعال التخريبية تلحق خسائر فادحة على مستوى حافلات النقل الحضري وتستنزف الميزانيات المخصصة للاستثمارات ذات الصلة بتطوير جودة الخدمات وتعزيز أسطول الحافلات بأخرى جديدة التي يطالها بدورها التخريب على مستوى نوافذها وأبوابها وواقياتها الزجاجية وتجهيزاتها الداخلية وأبوابها وأضواء الإنارة الداخلية والخارجية وإقتلاع إطارات نوافذها. وبالرغم من الجهود الاحترازية التي تبذلها الشركة والمصالح الأمنية من خلال وضع خطط وتدابير وقائية لتجنيب الحافلات والممتلكات العامة والخاصة من الشغب الكروي، فإن عدد العناصر المخربة والاندساسية والمشاغبين يبذلون كل ما في وسعهم من جهد من أجل ممارسة التخريب وكأنهم يجدون لذتهم في تخريب مدينتهم من خلال تخريب حافلاتها وممتلكاتها العامة. من خلال الفيديو الذي تم تصويره يتضح بالملموس أن الذين يستهدفون الحافلات إما أنهم مجانين أو أنهم يشتغلون لحساب أجندات معينة لأن سلوكهم التخريبي والعدواني الموجه تحديدا نحو حافلات النقل الحضري يطرح أكثر من علامات استفهام ، وهو في العمق سلوك يستهدف مدينة فاس وسكانها ويسعى إلى حرمان مستعملي الحافلات من جودة الخدمات المقدمة لهم والتي تليق بهم ويعرقل جهود الشركة المفوض لها تدبير مرفق النقل الحضري بفاس من خلال العمل على استنزاف ميزانياتها المرصودة للاستمارات ذات الصلة بتطوير الاسطول وتجويد خدمات حافلاته، ما يستدعي من السلطات العمومية وباقي المتدخلين إلى إعادة النظر في رسم الخطط الكفيلة بحماية الاسطول من التخريب ومحاصرة المخربين وضبطهم والإيقاع بهم في قبضة العدالة التي يطالب غالبية المتتبعين منها أن تتعامل معهم بالتشديد القانوني دون تساهل أو تسامح لأن الشغب الكروي ليست مسألة تخريب حافلة أو أثنين أو ثلاثة ، بل الأمر يتعلق بتعطيل مصالح الناس وحرمانهم من تجويد الخدمات وتهديد السلم الاجتماعي للمدينة وإعطاء انطباعا سيئا عن مدينة فاس مما يؤدي بالمستثمرين المفترضين إلى العدول عن فكرة الاستثمار بمدينة فاس.