وقعت المدرسة الوطنية للصحة العمومية بالرباط ومعهد الصحة العالمية بجامعة برشلونة، اليوم الثلاثاء بالرباط، اتفاقية إطار يتم بموجبها إطلاق أول ماستر مشترك بين المؤسستين تحت عنوان "الصحة العالمية، برشلونة- الرباط". وتهدف هذه الاتفاقية الإطار التي وقعها الكاتب العام لوزارة الصحة، السيد هشام نجمي، ومدير المدرسة الوطنية للصحة العمومية، السيد عبد المنعم بلعالية، وممثلة معهد الصحة العالمية التابع لجامعة برشلونة، السيدة نوريا كاساميتجانا، إلى تطوير خبرات وقدرات التأطير والبحث لدى المدرسة وفقا للتوجهات الاستراتيجية لوزارة الصحة. وفي كلمة بالمناسبة، قال السيد نجمي إن هذه الاتفاقية الإطار "تأتي لتأكيد استراتيجية المدرسة الوطنية للصحة العمومية الرامية إلى الانفتاح على مدارس ذات خبرة عالية، على المستوى الدولي، في مجال التكوين والمقاربات البيداغوجية والبحث العلمي في قطاع الصحة العالمية". وأضاف أن هذه الاتفاقية، التي تندرج في إطار التوجهات العامة لوزارة الصحة المتمثلة في مواكبة ورش إعادة هيكلة منظومة الصحة من خلال التركيز على تأهيل مواردها البشرية، تأتي لتعزيز الشراكة على المستوى الدولي مع جميع الفاعلين في هذا المجال، في القطاعين العام والخاص. من جانبه، قال السيد بلعالية إن هذه الاتفاقية الإطار تخول للمدرسة الوطنية للصحة العمومية تطوير مشاريع في مجالي التكوين والبحث العلمي، مبرزا أنه بموجبها، سيتم في بداية الموسم الدراسي المقبل فتح أول ماستر متخصص في "الصحة العالمية" في بعدها المتوسطي، في وجه الفاعلين في المنظومة الصحية الوطنية وأيضا المترشحين من دول شمال وجنوب البحر المتوسط. وسجل أن هذا الماستر المشترك سيمكن خريجيه من الاستفادة من دبلوم مزدوج من المدرسة الوطنية للصحة العمومية ومعهد الصحة العالمية بجامعة برشلونة، مما سيفتح أمامهم المجال نحو مسار مهني عالمي عبر تزويدهم بالمعارف والمهارات اللازمة لتحليل وتقييم مختلف العوامل الجغرافية والاقتصادية والسوسيو-ثقافية التي تحدد صحة ساكنة العالم. كما سيمكنهم من اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة المشاكل الصحية والتنموية التي أصبحت عابرة للشعوب والقارات. وأشار السيد بلعالية إلى أن المدرسة قد انخرطت في دينامية تعزيز الشراكات والتعاون مع مؤسسات للتكوين والبحث في الصحة العمومية ذات مصداقية عالمية من أجل الاستجابة لانتظارات وحاجيات المنظومة الصحية الوطنية، مبرزا أن خريجيها يمثلون 717 خبيرا يتقلدون مناصب وطنية ودولية وفي مختلف مواقع التسيير بينهم أكثر من 10 في المائة من الدول الإفريقية الشقيقة. وبدورها، أبرزت السيدة كاساميتجانا أن هذه الاتفاقية، التي تشمل أيضا تعزيز حركية الطلبة والأساتذة والتبادل الأكاديمي بين أطر المؤسستين، تأتي "لتتويج سنوات عديدة من التعاون والعلاقات المتينة التي تجمع بين المؤسستين". وأشارت إلى أن معهد الصحة العالمية ببرشلونة، الذي يتوفر على ماستر للصحة العالمية تم إحداثه قبل 12 سنة على المستوى الدولي، سيتقاسم خبرته مع المدرسة الوطنية للصحة العمومية بالرباط، مضيفة أن "عضوية المؤسستين في الشبكة الدولية لمؤسسات التعليم العالي للصحة العالمية "تروبيد" تتيح تعزيز التبادل الأكاديمي بين الطلبة المغاربة والاسبان وأيضا من دول أخرى.