كشفت المعطيات التي سجلها بيان كمي أصدرته الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا)حول برامج الخيال خلال رمضان الماضي كيف "تتحايل" القنوات العمومية على دفاتر التحملات، وأكد مصدر من داخل الهاكا أن المؤشرات التي تضمنها التقرير المعني توضح كيف أن بعض القنوات تعمل على عدم احترام مجموعة من القواعد خلال رمضان في تحايل على دفاتر التحملات، الذي يعتمد على المؤشرات السنوية وليس المتعلقة برمضان باستثناء الإشهار. وانتقد المصدر الحضور القوي للدارجة، وضعف الإنتاج الوطني، والحضور القوي للإنتاج المشترك، وهو ما يدل حسب المصدر على اعتماد بعض هذه القنوات على إنتاجات خارجية، مع العلم أنها تتوفر على طاقات. وأكد بيان الهاكا حول برامج الخيال خلال شهر رمضان 2012(تشمل: مسلسل سلسلة سيتكوم شريط طويل شريط قصير فيلم تلفزيوني مسرح فكاهة كاميرا خفية سحر) أن القناة الثانية احتلت المرتبة الأولى في ما يتعلق ببث أعمال الخيال خلال رمضان الماضي على مستوى الحجم الزمني (41 %)، تليها "ميدي 1 تي.في" (37 %) ثم القناة الأولى (22 %). وحسب البيان الكمي هيمنت الدارجة المغربية على 92 % من لغة برامج الخيال بالقناة الثانية، مقابل 47 % بالأولى و17 % بميدي 1 تي.في. وشكلت الإنتاجات المغربية نسبة 67 % من مجموع الأعمال المبثوثة على القناة الثانية ونسبة %48 على الأولى ونسبة 17 % على ميدي 1 تي.في، في حين شكلت الإنتاجات المصرية والسورية نسبة 82 % من مجموع أعمال الخيال المبثوثة على هذه الأخيرة. وبثت القناة الثانية 20 عملا بإنتاج مشترك مقابل عدم اقتنائها لأي عمل من شركات إنتاج مغربية، وبثت ميدي1 تي.في 3 أعمال بإنتاج مشترك مقابل عدم اقتنائها لأي عمل من شركة إنتاج مغربية، في حين ركزت على اقتناء الإنتاجات الأجنبية. ومن من جهته، اعتبر محمد العوني، رئيس منظمة حرية التعبير والإعلام، أن الإنتاج الدرامي لا يأخذ بعين الاعتبار حاجيات وانتظارات المغاربة، وهناك إجماع من لدن المهنيين والمهتمين على رداءة الأعمال المعروضة خلال رمضان، والتي تعود لاختيارات السياسات الكبرى في المجال الإعلامي وسوء التدبير من قبل المشرفين عن القطاع والإنتاج الدرامي بشكل خاص. وأكد العوني أن العديد من الممثلين أعربوا عن استيائهم جراء المحسوبية بقطاع الإنتاج واستحواذ شركتين أو 3 شركات على الإنتاج الوطني. وشدد العوني على ضرورة الاهتمام بالإنتاج الوطني والإنصات للمهنيين والمنظمات فضلا على دعم ما يلائم حاجيات المغاربة، وإعادة النظر في أساليب تدبير وتسيير القنوات التلفزية، التي تعرف بعض مظاهر الفساد، والاعتماد على افتحاص منتظم. وحسب الهاكا، فقد بثت الأولى مسلسلا تركيا واحدا مدبلجا إلى الدارجة المشرقية، في حين بثت القناة الثانية 5 مسلسلات (3 مسلسلات تركية ومسلسلين هنديين) مدبلجة إلى الدارجة المغربية، بما يعادل نسبة 77 %، والدارجة المشرقية والعربية الفصحى. أما ميدي 1 تي.في، فلم تبث أي عمل مدبلج. واحتلت الأولى المرتبة الأولى في ما يتعلق ببث أعمال الخيال على المستوى العددي (37 %) تليها ميدي1 تي.في (35 %) ثم القناة الثانية (28 %). واعتمدت قناة ميدي 1 تي في على الإنتاج المقتنى بنسبة 83 % والإنتاج المشترك بنسبة 17 %. مقابل ذلك، شكل الإنتاج المقتنى على الأولى نسبة 56 %، في حين بلغ الإنتاج المشترك على القناة الثانية نسبة 56 %. وبثت القنوات الثلاث 33 عملا بإنتاج مشترك مع 29 شركة إنتاج مغربية، مقابل اقتناء 11 عملا من شركات إنتاج مغربية. وفاقت نسبة المسلسلات بالأولى والقناة الثانية 60 %، في حين شكلت الأفلام الطويلة نسبة 51 % بميدي 1 تي.في. وشكل البث الأول نسبة 77 % مما بثته القنوات الثلاث السالفة الذكر مجتمعة (الأولى 86 % - الثانية 75 % - ميدي 1 تي في 74 %). من جهته، أكد موسى الشامي رئيس الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية على ضرورة تحقيق التوازن في اللغة المستعملة بهذه القنوات، موضحا في تصريح ل»التجديد» أن بعض الأشخاص يكرهون اللغة العربية الفصحى ويعملون على محاربتها رغم أن المغاربة يفهمونها. معتبرا أن دبلجة المسلسلات بهذا الشكل مرفوض، ويجب إعطاء قيمة للغة العربية الفصحى.