تم أمس الجمعة بالرباط، إطلاق الاستراتيجية الوطنية متعددة القطاعات للوقاية ومراقبة الأمراض غير السارية 2019-2029. وتهدف هذه الاستراتيجية، إلى تقليص كلفة المراضة والعجز والوفيات المبكرة المرتبطة بالأمراض غير السارية. وتقوم على قيم الإنصاف والتضامن والتحسيس والجودة. وفي كلمة بالمناسبة، قال وزير الصحة، السيد أنس الدكالي، إن هذه الأمراض تشكل حاليا عبئا كبيرا في مجال المراضة والوفيات، إذ تصل نسبة الوفيات في المغرب بسبب هذه الأمراض إلى 80 في المئة. وأوضح ان هذه الاستراتيجية تندرج في إطار مخطط الصحة 2025 للوقاية ومكافحة الأمراض غير السارية، ويأتي لتوحيد الجهود المبذولة من خلال برامج الصحة المرتبطة بالوقاية من هذه الأمراض وتحسين التكفل بالأشخاص المصابين بها. وحسب عرض تم تقديمه بالمناسبة، تسعى الاستراتيجية على الخصوص إلى تقليص نسبة استهلاك التبغ لدى الساكنة التي تفوق أعمارها 15 سنة بحوالي 20 في المئة، والخمول بنسبة 10 في المئة، واستهلاك الملح بحوالي 10 في المئة، وتعاطي الكحول بنسبة 10 في المئة، وانتشار داء السكري بنسبة 15 في المئة، في أفق سنة 2029. وتتمحور هذه الاستراتيجية حول أربعة أهداف رئيسية، تهم الوقاية والتشجيع على نمط عيش صحي، وتحسين التكفل، وتحسين حكامة الأمراض غير السارية ووضع منظومة للمراقبة، وملاحظة وتقييم هذه الأمراض وعوامل الاختطار المرتبطة بها. وتم خلال هذا اللقاء تقديم نتائج البحث الوطني حول انتشار الأمراض غير السارية وعوامل الاختطار المرتبطة بها، الذي أنجزته وزارة الصحة بدعم من منظمة الصحة العالمية، وهم 6100 أسرة. وفي هذا الصدد، قال مدير الأوبئة ومكافحة الأمراض غير السارية، السيد محمد يوبي، في تصريح للصحافة، إن المغرب يعد من البلدان الأوائل التي أطلقت هذا البحث الوطني، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق ب"أول بحث كامل وشمولي حول كافة الأمراض غير السارية وعوامل الاختطار المرتبطة بها". وأضاف أن هذا البحث الوطني مكن من استكمال الاستراتيجية الوطنية متعددة القطاعات للوقاية ومكافحة الأمراض غير السارية، التي تم إعدادها وفق مقاربة تشاركية "لا يمكن أن تكون فعالة وتسفر عن النتائج المرجوة إلا بانخراط كافة القطاعات والشركاء، لا سيما مهنيي الصناعة ومجتمع المعرفة والمجتمع المدني". من جانبها، قالت رئيسة قسم الأمراض غير السارية، السيدة لطيفة بلكحل، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذا اللقاء شكل أيضا مناسبة لتقديم نتائج البحث الوطني الذي يهم عوامل الاختطار المرتبطة بالأمراض غير السارية، مشيرة إلى أن نتائج البحث كشفت عن حجم انتشار هذه الأمراض ومخاطرها. وحسب نتائج المسح الوطني لعوامل الاختطار المشتركة للأمراض غير السارية في الفترة 2017- 2018، الذي أجرته وزارة الصحة بدعم من منظمة الصحة العالمية لدى الساكنة البالغ عمرها 18 سنة فما فوق، والذي هم 6100 أسرة، فإن 29.3 في المئة يعانون من ارتفاع ضغط الدم، و10.6 في المئة مصابون بداء السكري، و10.4 معرضون للإصابة بالسكري، و53 في المئة يعانون من الزيادة في الوزن و20 في المئة يعانون من السمنة، و10.5 في المئة لديهم نسبة عالية من الكولسترول في الدم، و11.7 في المئة يدخنون، و1.7 في المئة يستهلكون الكحول حاليا، و21.1 في المئة يعانون من الخمول البدني، و76.3 في المئة يستهلكون أقل من خمس خضر وفواكه يوميا.