في أقل من أسبوع. صفحات «الفايسبوك»، تساعد المحققين في الكشف عن ملابسات جريمتين، وتحديد هوية المتورطين فيهما. فبعد أيام قليلة من تفكيك مصلحة الشرطة القضائية لأمن عين السبع الحي المحمدي بمدينة الدارالبيضاء، لعصابة مكونة من خمسة أفراد دون سن السادسة والعشرين، يرفعون شعار »الصلاة والعبادة والسرقة كالعادة«، ويستهدفون الشقق السكنية بحي السككيين ومنازل أخرى في مناطق مختلفة عبر التسلق إليها ليلا، وحمل ما خف وزنه وغلا ثمنه. هذه المرة المصالح الأمنية تحيل على وكيل الملك بابتدائية البيضاء، ملف يتعلق بتفاصيل خيانة زوجية فضحتها صفحات «الفايسبوك». بدأت القصة، بجولة بريئة لإحدى الزوجات في تفحص «بروفايل» نسائي بموقع التواصل الاجتماعي الشهير. لم تظن الزوجة أنها ستعثر على صورة رقمية تؤرخ لحفل زفافها على أحد صفحات الألبومات الخاصة بالصور.
غير أن ملامح الصورة كانت تحمل في طياتها وجها نسائيا غير معروف. انتبات الحيرة والدهشة محياها، وهي تكتشف أن العروس الجالسة بجانب زوجها، امرأة تختلف كليا عن شكل زينتها، وقوامها وابتسامتها اللامعة. انتقلت الزوجة على عجل إلى ألبوم صورها الحقيقي، وأخذت تقلب صفحاته في لفهة، إلى أن وقعت عيناها على الصورة الحقيقية. استغرقت وقتا طويلا في التثبت من حقيقة الصورتين، لتخلص إلى أن الصورة الفايسبوكية، هي نفسها صورة حفل زواجها، غير أنها خضعت لمعالجة رقمية على مستوى وجه العروس. زيادة في الإيضاح، ومن أجل قطع الشك باليقين، اتصلت الزوجة بتقني متخصص في المعلوميات، أوضح لها بعد إجراء مقارنة عينية وتقنية، حقيقة الصورة الفايسبوكية. لتقرر الزوجة المصدومة تقديم شكاية في الموضوع إلى وكيل الملك بابتدائية البيضاء. بعد تعميق البحث، كشفت عناصر الأمن هوية صاحبة الصفحة الإلكترونية، والتي لم تكن إلا موظفة بإحدى الشركات، اعترفت أمام العناصر الأمنية أن علاقة غير شرعية كانت تجمعها بالزوج الذي فاجأها في الأشهر الأخيرة، برغبته في الانفصال عنها، لتحاول الانتقام منه عبر محاولة التأثير على استقرار حياته الزوجية. كما اعترفت بمسؤوليتها عن سرقة الصورة من بيت عشيقها من أجل استغلالها بسوء نية.