قالت صحيفة "صباح" التركية، إن تسريبا جديدا للسلطات التركية وصفته ب"المروع"، يتحدث بالتفصيل حول كيفية قتل وتقطيع جثة الصحافي السعودي المعارض "جمال خاشقجي" والتخلص من دمه. وأوضحت الصحيفة، أن فريق تنفيذ جريمة الإغتيال قام بوضع كيس على رأس "خاشقجي" بعد دخوله للقنصلية ومن ثم قام بنزع ملابسه عنه. وأضافت الصحيفة نقلا عن مصادر استخباراتية، أن "صلاح الطبيقي" رئيس الطب الشرعي السعودي قام بعد خلعه لملابس "خاشقجي" بسحب دمه من الوريد وتجفيفه، لكي لا يتبعثر أو يترك أثرا، ومن ثم قام بسكبه في الحمام. وأكدت الصحيفة، أن “الطبيقي” الذي وصل إلى اسطنبول بطائرة خاصة، “جلب معه معدات طبية خاصة، بالإضافة لمقص ومشرط كانت بحقائب الفريق السعودي، بحسب ما كشفته أجهزة الأشعة السينية في مطار أتاتورك”. وأضافت أن “فريق التحليل الجنائي التركي، قام بفحص المياه العادمة في أحد شوارع القنصلية بواسطة روبوت، ومقارنة عينة منها مع عينة الحمض النووي لخاشقجي”. وذكرت أن السلطات السعودية ما زالت لا تبدي أي تجاوب مع فريق التحقيق التركي، لأخذ الموافقة على تفتيش البئر في حديقة بمقر إقامة القنصل العام، الذي عثر عليه في قبو. وفي سياق متصل، كشف الكاتب الصحفي التركي والمتحدث شبه الرسمي باسم حزب "العدالة والتنمية" الحاكم "عبد القادر سلفي"، عن تفاصيل جديدة لما احتوته التسريبات الصوتية التي بدأت وسائل الإعلام التركية في تسريبها وتوثق الدقائق الأولى لدخول الكاتب الصحفي جمال خاشقجي لقنصلية بلاده في إسطنبول بداية الشهر الماضي. وقال “سلفي” في مقال له نشرته صحيفة “حرييت” التركية إنه عندما دخل جمال خاشقجي القنصلية السعودية يوم 2 أكتوبر، اقتيد إلى مكتب القنصل محمد العتيبي, لم يكن من المنتظر أن يستغرب الأمر، لأنه استُقبل بنفس الطريقة في زيارته الأولى يوم 28 سبتمبر. وأضاف “خاشقجي” دخل القنصلية في الساعة 13:14، لكن قبله بساعة تمامًا دخل الفريق القادم من السعودية. تبدأ مراحل الجريمة مع دخول خاشقجي مكتب القنصل. وكشف “سلفي” أن الفريق المكون من عناصر مقربة من ولي العهد محمد بن سلمان، طلب أن يرسل “خاشقجي” رسالة إلى ابنه “صلاح” فرفض، موضحا أن الحوار جري على شكل صراخ متبادل. بعد ذلك يبدأ الفريق بخنق خاشقجي، وتُسمع حشرجة أنفاسه على مدى 7 دقائق. وتابع قائلا:” لا أدري ما الرسالة التي طُلب من خاشقجي إرسالها إلى ابنه، لكن يتضح أن فريق الاغتيال تواصل سابقًا مع صلاح، ابن خاشقجي. لأن هناك أنباء تقول إن صلاح موضوع تحت المراقبة بأمر من ولي العهد، وخروجه من السعودية جاء نتيجة ضغوط من الخارجية الأمريكية”. وأشار “سلفي” إلى أن هناك طرح آخر يقول إن فريق الاغتيال كان يريد من خاشقجي إرسال الرسالة، ليستخدمها بعد الجريمة من أجل تبرئة عناصره، مؤكدا أنه في حال فتح تحقيق دولي سيتضح سبب طلب إرسال الرسالة المذكورة. وذكر الكاتب نقلا عن مصادره الخاصة أن هناك أدلة كثيرة على أن الجريمة مدبرة، موضحا أن من بين الأدلة، هناك تسجيل صوتي يكشف أن فريق الاغتيال راجع خطة قتل خاشقجي وتوزيع الأدوار قبل دخول الأخير القنصلية ب 15 دقيقة, لكن الأمر لا يقتصر على ذلك فحسب، هناك تسجيلات عن ما قبل الجريمة، ولحظة ارتكابها وما بعدها. ولفت إلى أنه عندما سأل رئيس جمعية بيت الإعلاميين العرب طوران قشلاقجي عن مصير خاشقجي في الأيام الأولى جاءه الرد من أنقرة بعبارة: “قتلة متوحشون”، بحسب إفادته. هذا يعني أن أنقرة كانت تعلم ما حدث قبل وبعد الجريمة. وأوضح أن الأدلة التي بحوزة تركيا لا تقتصر على التسجيلات الصوتية لما قبل وبعد الجريمة. هناك دليل آخر شديد الأهمية. فقد تم اعتراض الاتصالات الهاتفية الدولية التي أجراها عناصر فريق الاغتيال المرسل إلى تركيا. ووفقا للكاتب، فإنه خلال الاتصالات أبلغ عناصر الفريق السعودية وعدد من العواصم أنه تم تنفيذ تعليمات التخلص من خاشقجي. وأكد على أنه بعد مقتل خاشقجي تبين أن “المطرب” قال في اتصال هاتفي: “ابلغوا قائدكم أن الرجال أنجزوا المهمة”، ليؤكد الكاتب بانه يعتقد أن عليهم أن يجروا اتصالًا جديدًا يخبرون فيه قائدهم أن المهمة بدأت للتو.