إذا كنت في توديع أو استقبال قريب لك أو مسافر فعليك توديعه خارج قاعة المطار ، وعليه حينئذ الولوج إلى الداخل للشروع في إجراءات الإركاب ؛ من تسجيل الأمتعة واستخلاص التذاكر .. أما إذا كنت راغبا في استقبال نزوله بالمطار فعليك انتظاره خارج القاعة ، سيان بين أن يكون الطقس قارسا تصطك له الأسنان وترتعد له الفرائص ، أو لافحا لا شيء يقي من حره ! أما الحاجة إلى الماء فتلك مشكلة ، أما المرحاض فمصيبة ؛ قد تدفع بالإنسان إلى التوغل في عرض الخلاء والتستر حتى لا ترصده عيون أقمارنا الصناعية التي تشرف على مراقبة "تحركاتنا وسكناتنا" . استفسارات دون ردود
إذا كنت من أهل السؤال والاستفسار وراغبا في معرفة حقيقة الأشياء والوقوف على ملابساتها في المغرب .. فإياك ثم إياك أن تعمد إلى مكالمة مسؤول أو هيئة أو مركز أو إدارة ؛ على المستوى الوطني أو الجهوي ! فقد يجيبك البحر بدلا من أن يجيبك مسؤول ، وحتى إذا كنت محظوظا أحالك "المستقبل(ة)" على رنات صوتية ، حتى يركبك الصداع ومن ثم تكف عن الانتظار وتعدل عن النداء . يقول "العارفون" والعرّافون ببواطن الأمور والذي يطلق عليهم بلغتنا العامية "بوعرّوف" وما أكثر طينتهم : إن سحابة "الإرهاب" ما زالت جاثمة على سماء مطارات المغرب لم تبرحها بعد ، مما حدا بالسلطات المغربية ؛ في محاولة منها لقطع دابر الإرهاب واجتثاث كل أسبابه ؛ إلى عزل المسافرين عن ذويهم وأقاربهم ومن ينتظرون قدومهم أو مغادرتهم أرض الوطن ؛ عزلهم خارج مبنى المطار ، حيث لا مرافق "ولا هم يحزنون" ، لكن ركن سياراتهم دائما خاضع للأداء .. ورغم أصوات التذمر والاحتجاج من قبل المسافرين والتي تكون أصداؤها قد تجاوزت المطارات إلى السلطات الأمنية بوزارتي الداخلية والخارجية ، فإن دار لقمان ما زالت على حالها منذ أكثر من أربع سنوات ، وهو ما عزل مطارات المغرب دون بقية المطارات الدولية في خانة "حالة استنفار قصوى" ، وكأن مطاراته محاصرة أو مهددة بعمل إرهابي كل وقت وحين ، علما أنه لم يسبق لها أن تعرضت لحادث من هذا القبيل على غرار ما وقع مثلا في مطارات دولية كبروكسيل .