لم يعش المغاربة منعزلين فرادى عن بعضهم البعض، بل عاشوا في تضامن وتكافل فيما بينهم، فلم يفرق العربي عن الأمازيغي، عن اليهودي، عن الحساني، فإن اشتكى عضو تداعت إليه كل من الأجناس المذكورة بمد يد العون والتضامن لأجل القضاء على الخلل – سواء كان ماديا أم معنويا- وهذا ما شكل لحمة متماسكة تعبر عن الحفاظ على هويتها ووطنيتها تجاه بلدهم المغربي الحبيب. وقد كانت المسيرة الخضراء التي جسدها البطل الملك الحسن الثاني رحمه الله والشعب المغربي قاطبة بدون استثناء، فرصة لإظهار اللحمة المغربية وَرَفْعٌ للواء العلم المغربي؛ لذلك شكلت هذه الملحمة رمزية في مخيال الإنسان المغربي، فأصبحت تقام لها احتفالات دينية ووطنية يقيمها المغاربة عامة واليهود المغاربة خاصة؛ وذلك بذكر بطولاتها التي جسدها الملك الحسن الثاني رحمه الله والشعب المغربي تعبيرا عن ولائهم وإخلاصهم لجلالة الملك محمد السادس بحلول هذه المناسبة. ويتم الاحتفال بتقديم وصلات موسيقية وأغاني وطنية تمجد ذكرى المسيرة الخضراء من بينها نذكر:
أنا يا سيدي كنبغي الديشمواي
الله أكبر الله أكبر
صوت الحسن ينادي بلسانك يا صحراء
فرحي يا أرض بلادي أرضك صبحت حرة
وموردنا لازم يكمل بالمسيرة الخضراء
الله الله الله
(...)
نمشيو فطريق السلامة
الله والنبي والتوراة معانا ..
انطلاقا من هذه المقطوعة الملحونية، كان اليهودي المغربي هو الآخر له الحق في التعبير عن وطنيته ولازال، وهذا دليل على أن المغرب هو مملكة للتسامح والتعايش بين جميع الديانات السماوية وغير السماوية، وهو حق يكفله الدستور الجديد وجميع النصوص القانونية التي تجعل المملكة المغربية بلدا ديمقراطيا حداثيا.