في مقابلة مع القناة الفرنسية تي أف 1 (TF1) يعود تاريخها إلى العام 1982، ضمن برنامجها الشهير آنذاك 7/7 الذي تقدمه الإعلامية الفرنسية الجنسية والأميركية المولد آن سانكلير (Anne Sinclair)،(الرابط https://www.youtube.com/watch?v=uVsWCqTkrZg) أكد العاهل المغربي الراحل المرحوم الحسن الثاني، ردا على سؤال الإعلامية المتميزة حول اتساع الهوة بين الفقراء والأغنياء في المغرب ، حيث يزداد الفقراء فقرا ويزداد الأغنياء غنى، أن السبب واضح وهو أن أغنياء المغرب لا يدفعون الضرائب بل إنهم الأسوأ عالميا بين الأغنياء في دفع الضرائب! وأقر العاهل الراحل في حواره ذاك بوجود مبدأ عدم تكافؤ الفرص واللامساواة في توزيع الثروة! كان هذا في بداية ثمانينات القرن الماضي وباعتراف من أعلى سلطة في البلاد آنذاك ، بل أقوى شخصية سياسية في تاريخ المغرب الحديث، فأين وصلت الأمور اليوم ونحن نرى أن الوضع يؤشر على استمرار اتساع تلك الهوة بل وبشكل يكاد يكون مضاعفا. ويزكي هذا القول ما ذهب إليه مدير الميزانية فوزي لقجع بالأمس متحدثا في لقاء دراسي لفرق الأغلبية حول رهانات قانون المالية الجديد 2019، مؤكدا أن نسب النمو التي يعرفها المغرب، لا ولن تمكنه من الإجابة عن الأسئلة والتحديات الإجتماعية والإقتصادية، كما هو الشأن بالنسبة للتعليم والشغل. موضحا في مداخلته على الضرورة الملحة لوضع آليات جديدة لتوزيع عادل للثروة، على المستوى المجالي والديمغرافي، تتضمن سياسة جبائية عادلة وقرارات جريئة لتحقيق التوازنات المجالية، التمكين من رفع نسب النمو وخلق الثروة، وليستطيع المغرب السير في الإستراتيجية الإجتماعية المرسومة. هذا الكلام من رجل يعلم خبايا جيب المغاربة ومحفظتهم وما تحويه من رصيد، كلام يحيلنا على طرح سؤال كبير : إلى أين تسير البلاد ؟ ومن المستفيد؟ وما هي الحلول المطروحة للخروج من الأزمة الاجتماعية المقلقة التي تنبئ باحتقان اجتماعي وسخط كبيرين، وتعكسها الصورة التي تتناقلها وسائل التواصل الاجتماعي بشكل قد يكون مبالغا فيه لكنه مقلق من شعور متزايد بالتدمر لدى المواطنين وشكاوى متزايد من وضع اجتماعي مهترئ وشعور كبير بالرغبة في مغادرة البلاد نحو أفق أرحب بالنسبة للشباب بل وأحيانا عائلات بأكملها ضمن ظهارة "الحريك" او الهجرة السرية التي لم تعد سرية البتة حيث قوارب الهجرة تشتغل في عز النهار. وضع اقتصادي واجتماعي إذا مقلق وواضح للعيان إلا بالنسبة للإعلام الرسمي والحكومة التي تتغنى بنمو اقتصادي جيد ومستقبل مشرق للاقتصاد الوطني وأوراش كبرى من شأنها وضع المغرب في مصاف الدول الكبرى، بل إن بعض وسائل التواصل الاجتماعي تناقلت موضوعا قال فيه مسؤول حكومي إن المغرب أفضل من فرنسا! وارفقوا التعليقات بصور لوضع مهترئ ومشاهد غرق عدد من الطرقات والأحياء تحت مياه امطار الخير التي تظل الإيجابية الوحيدة في هذه الأيام العصيبة.