لم يكن القاتل يفرق بين ضحية وضحية. كانت ضحاياه أمهات وأزواج وأجداد، ولكن كان هناك عامل مشترك يربط بينهم: كانوا جميعاً في غرف العناية المركزة متصلين بآلات وخراطيم تنفس وتغذية. كان معظم الضحايا نائمين أو في غيبوبة عندما قتلوا. كما كانوا عزل يعتمدون على مساعدته وطاقم الممرضين الآخرين في المستشفيات التي ارتكب جرائمه فيها. لكنه لم يكن ملاك رحمة لهم، بل ملاك موت! يواجه الممرض الألماني السابق نيلس هوغل اتهامات بقتل عدد كبير من المرضى على مدى سنوات في مستشفيات بمدينتي أولدنبورغ و ديلمنهورست بولاية سكسونيا السفلى شمال غرب ألمانيا،. عدد الضحايا المهول جعل المحققين يتحدثون عن أكبر سلسلة جرائم قتل في تاريخ ألمانيا ما بعد الحرب. وعلى ذلك، فإن محاكمة الممرض البالغ من العمر 41 عاماً ستأخذ هي الأخرى أبعاداً غير معتادة، حيث سيمثل هوغل يوم غد الثلاثاء (30 أكتوبر/ تشرين الأول 2018) أمام محكمة ولاية سكسونيا السفلى بمدينة أولدنبورغ بتهمة قتل 99 شخصاً. ومن غير المستبعد أن تتسع الدعوى المقامة ضد المتهم لتشمل جريمة قتل أخرى، حيث تذكر هوغل أثناء الحديث مع طبيب نفسي مؤخراً حالة قتل إضافية، وذلك حسبما قال متحدث باسم الادعاء العام بمدينة أولدنبورغ مطلع الأسبوع الجاري.